توقيت القاهرة المحلي 12:51:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هالله هالله على الفانلة

  مصر اليوم -

هالله هالله على الفانلة

بقلم - أمينة خيري

من «هالله هالله على الفانلة» إلى «جارى يا جارى يا حتة سكرة»، ومنهما إلى «قلبى ومفتاحه» و«تقدر تعمل كل حاجة. هيوقفوك ويحبطوك ويكسروك. ولا يهمك» أصبح أثر الإعلانات واضحًا قويًا لا ريب فيه.

وبعيدًا عن مأساة المكون الإعلانى الذى أتى تمامًا على المكون الدرامى حيث الفواصل الإعلانية نهشت المسلسلات الرمضانية نهشًا لا شك فيه، وبعيدًا كذلك عن استمرار هيمنة أفكار أكل على بعضها الزمان وشرب، واجتازها العالم المتحضر قبل عقود، إلا أن تأثرنا بالمحتوى الإعلانى سلبًا وإيجابًا واضح جدًا.

فحين تجد أبناء السابعة والثامنة والتاسعة من أعمارهم، أبناء الثورة الرقمية والأتمتة الحياتية، الملقبين بالجيل الصامت لفرط الاستخدام الرقمى، يدندنون رائعة فريد الأطرش «يأبوضحكة جنان» فأنت حتمًا أمام دليل دامغ بأن الإعلان له قدرة هائلة على التأثير الجبار.

وحين تقفش سائق التوك توك المشبع حتى الثمالة بمنظومة البلطجة السلوكية التى نشرها الفنان محمد رمضان، والغارق فى مأساة مخارج الألفاظ المشوهة التى دشنها الفنان محمد سعد (اللمبى)، والملوثة أذناه بأغنيات المهرجانات لا سيما تلك المكتوبة والمؤداة تحت تأثير المواد المخدرة، وهو يدندن الأغنية ذاتها رغم أنه لم يسمع عن فريد الأطرش من الأصل، فإن هذا يعنى أن بوابة التوعية الموصدة بالضبة والمفتاح ومنفذ التطهير والتنظيف الذى وصل حائط سد مازال قائمًا.

قيام البعض من صناع الإعلانات – ربما كان مقصودًا وربما جاء دون وعى مباشر-

بتقديم أعمال إعلانية تحمل قدرًا هائلاً من الجمال والرقى يدفعنا دفعًا إلى إعادة التمسك بتلابيب الأمل. فإذا كانت منظومة التعليم باعتبار التربية مكونًا رئيسيًا منها (أو هكذا يفترض) تحتاج بضع سنوات وربما عقودا لتستعيد عافيتها، وإذا كان المحتوى الإعلامى ضبابى الهوية دخانى المحتوى غير محدد الرسالة أو الغرض يسير فى دوائر مفرغة من الهرى حينًا والهرى الآخر أحيانًا، فإن ظهور الإعلانات كقوى مؤثرة فى تشكيل وعى الصغار ووجدانهم بشكل إيجابى يستحق الاهتمام.

اهتمام الأهل وتعجبهم، الذى وصل درجة عدم التصديق لقيام صغارهم بتحميل أغنية «قلبى ومفتاحه»، المصاحبة لإعلان مؤسسة الدكتور مجدى يعقوب، يعنى أنهم كانوا فاقدين الأمل فى أن يعى الصغار أن لهم ماضيا مشرفًا على صعيد الفن والثقافة. وإقبال عدد من المدارس الخاصة على تدريب الطلاب والطالبات على أداء الأغنية ذاتها كاملة فى حفلات نهاية العام، التى يقام بعضها بعد عيد الفطر المبارك، يعنى أن هؤلاء وجدوا فى الأغنية المعاد اكتشافها إعلانيًا ما يستحق الاهتمام.

صحيح أن الاهتمام والانجراف وراء المحتوى الإعلانى له ما له وعليه ما عليه، وصحيح أنه مثلما علقت أغنية «قلبى ومفتاحه» برقيها الكلاسيكى وأغنية إعلان «طلعت حرب راجع» بتحفيزها الواضح لجموع الشباب المحبط والمعرض دائمًا وأبدًا لمحاولات الكسر والتبكيت والتهميش، علقت «هالله هالله على الفانلة» فى أذهان البعض تعلقًا سلبيًا حيث باتت تستخدم فى التحرشات اللفظية مثلاً، إلا أن التأثير الإيجابى يستحق التحية والالتفات.

الالتفات إلى قدرة الإعلانات على إصلاح بعض مما أفسده الزمان فى أخلاقنا وسلوكنا ووعينا، بعد ما عزت واستعصت وتقاعست السبل الأخرى، أمر يستحق الاهتمام

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هالله هالله على الفانلة هالله هالله على الفانلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon