توقيت القاهرة المحلي 06:59:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هالله هالله على الفانلة

  مصر اليوم -

هالله هالله على الفانلة

بقلم - أمينة خيري

من «هالله هالله على الفانلة» إلى «جارى يا جارى يا حتة سكرة»، ومنهما إلى «قلبى ومفتاحه» و«تقدر تعمل كل حاجة. هيوقفوك ويحبطوك ويكسروك. ولا يهمك» أصبح أثر الإعلانات واضحًا قويًا لا ريب فيه.

وبعيدًا عن مأساة المكون الإعلانى الذى أتى تمامًا على المكون الدرامى حيث الفواصل الإعلانية نهشت المسلسلات الرمضانية نهشًا لا شك فيه، وبعيدًا كذلك عن استمرار هيمنة أفكار أكل على بعضها الزمان وشرب، واجتازها العالم المتحضر قبل عقود، إلا أن تأثرنا بالمحتوى الإعلانى سلبًا وإيجابًا واضح جدًا.

فحين تجد أبناء السابعة والثامنة والتاسعة من أعمارهم، أبناء الثورة الرقمية والأتمتة الحياتية، الملقبين بالجيل الصامت لفرط الاستخدام الرقمى، يدندنون رائعة فريد الأطرش «يأبوضحكة جنان» فأنت حتمًا أمام دليل دامغ بأن الإعلان له قدرة هائلة على التأثير الجبار.

وحين تقفش سائق التوك توك المشبع حتى الثمالة بمنظومة البلطجة السلوكية التى نشرها الفنان محمد رمضان، والغارق فى مأساة مخارج الألفاظ المشوهة التى دشنها الفنان محمد سعد (اللمبى)، والملوثة أذناه بأغنيات المهرجانات لا سيما تلك المكتوبة والمؤداة تحت تأثير المواد المخدرة، وهو يدندن الأغنية ذاتها رغم أنه لم يسمع عن فريد الأطرش من الأصل، فإن هذا يعنى أن بوابة التوعية الموصدة بالضبة والمفتاح ومنفذ التطهير والتنظيف الذى وصل حائط سد مازال قائمًا.

قيام البعض من صناع الإعلانات – ربما كان مقصودًا وربما جاء دون وعى مباشر-

بتقديم أعمال إعلانية تحمل قدرًا هائلاً من الجمال والرقى يدفعنا دفعًا إلى إعادة التمسك بتلابيب الأمل. فإذا كانت منظومة التعليم باعتبار التربية مكونًا رئيسيًا منها (أو هكذا يفترض) تحتاج بضع سنوات وربما عقودا لتستعيد عافيتها، وإذا كان المحتوى الإعلامى ضبابى الهوية دخانى المحتوى غير محدد الرسالة أو الغرض يسير فى دوائر مفرغة من الهرى حينًا والهرى الآخر أحيانًا، فإن ظهور الإعلانات كقوى مؤثرة فى تشكيل وعى الصغار ووجدانهم بشكل إيجابى يستحق الاهتمام.

اهتمام الأهل وتعجبهم، الذى وصل درجة عدم التصديق لقيام صغارهم بتحميل أغنية «قلبى ومفتاحه»، المصاحبة لإعلان مؤسسة الدكتور مجدى يعقوب، يعنى أنهم كانوا فاقدين الأمل فى أن يعى الصغار أن لهم ماضيا مشرفًا على صعيد الفن والثقافة. وإقبال عدد من المدارس الخاصة على تدريب الطلاب والطالبات على أداء الأغنية ذاتها كاملة فى حفلات نهاية العام، التى يقام بعضها بعد عيد الفطر المبارك، يعنى أن هؤلاء وجدوا فى الأغنية المعاد اكتشافها إعلانيًا ما يستحق الاهتمام.

صحيح أن الاهتمام والانجراف وراء المحتوى الإعلانى له ما له وعليه ما عليه، وصحيح أنه مثلما علقت أغنية «قلبى ومفتاحه» برقيها الكلاسيكى وأغنية إعلان «طلعت حرب راجع» بتحفيزها الواضح لجموع الشباب المحبط والمعرض دائمًا وأبدًا لمحاولات الكسر والتبكيت والتهميش، علقت «هالله هالله على الفانلة» فى أذهان البعض تعلقًا سلبيًا حيث باتت تستخدم فى التحرشات اللفظية مثلاً، إلا أن التأثير الإيجابى يستحق التحية والالتفات.

الالتفات إلى قدرة الإعلانات على إصلاح بعض مما أفسده الزمان فى أخلاقنا وسلوكنا ووعينا، بعد ما عزت واستعصت وتقاعست السبل الأخرى، أمر يستحق الاهتمام

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هالله هالله على الفانلة هالله هالله على الفانلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon