توقيت القاهرة المحلي 06:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمود رضا وماذا لو؟!

  مصر اليوم -

محمود رضا وماذا لو

بقلم : أمينة خيري

رحل واحد من أساطير مصر الرائعة وأحد المساهمين فى تأريخ تراثها وفنها وعظمتها. بالطبع هى إرادة الله، لكن رحيل الرائع الأسطورة محمود رضا ليس رحيل فنان فحسب، لكنه تذكرة بما رحلنا عنه وتركناه وراءنا واستبدلناه بما هو قبيح ومظلم ومفجع. ولم نكتف بهذا الجنون، بل صورنا القبيح الجديد بأنه غاية المنى والأمل. ومضينا قدماً غير مكتفين باعتناق القبيح والتشبث بالكريه والإمساك بتلابيب كل ما هو منفر وبغيض، بل جعلنا منه مرجعية، فالمستند إليها متدين ومؤمن وضامن الجنة، والعكس صحيح.

وفاة مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية الجميل الراقى محمود رضا فتحت المجال للعديد من الأسئلة التى تبدأ بـ«ماذا لو؟» ماذا لو كانت فرقة رضا قد خرجت إلى النور فى ألفية مصر الثالثة؟ يا ترى كم بلاغ سيقدم إلى النائب العام لوقف هذا الفسق والفجور والحركات المثيرة للغرائز التى باتت تستنفر هرمونات الكثيرين من المصريين اليوم؟ وكم فيديو «دينى» يصوره المتدينون الجدد كان سينبط على هذا النوع من الفن غير المحمود عبر إسقاطات وتلميحات ومحاولة للإضحاك بلزوجة وسماجة بأن الرجل لا يرقص والمرأة التى ترقص شيطان رجيم؟.

ماذا لو كانت الأجيال الجديدة- التى هى فى الثلاثينات والأربعينات من العمر الآن- والتى نشأت وتربت فى كنف منظومة المدارس الدينية ومنهم من أمضى طفولته فى بلاد أغدقت علينا بثقافة لا تمت لنا بصلة واستمعوا لخطب الجمعة وفتاوى مشايخ تحت بئر السلم وزوايا انتشرت كالنار فى الهشيم منذ سبعينات القرن الماضى- كانت تعرف فرقة رضا معرفة حقيقية؟ أتوقع أن الملايين منهم كانوا سيخرجون علينا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، محذرة من الترحم على الراحل والاستظراف السمج الذى بات البعض يعتبره مدخلاً للوعظ الدينى برداء الحداثة عن حرمانية النظر إلى من يرقص والاستماع إلى الموسيقى الماجنة.

ماذا لو كان الأستاذ عبدالله رشدى وأتباعه ومريدوه متفرغين لنا وتنبهوا إلى الحزن العارم والاحتفاء الهائل بمحمود رضا؟ أغلب الظن أنه كان سيطل علينا بمقطع فيديو يدس فيه سموم التحريم والتكريه عبر عسل الابتسامات والتى شيرتات التى تبرز مفاتن العضلات. ثم يذيل كل ذلك بهاشتاجه «الأزهر قادم» ليرهبنا به ويخرس ألسنتنا بالتلويح بالمؤسسة الدينية العريقة.

وماذا لو سألنا «السلفيين» عن جواز الترحم والصلاة على ممثل أو فنان؟ بحث عنكبوتى سريع أخرج هذه النتيجة: «لا يجوز الترحم على الكافر أو الصلاة عليه، أما من يموت على المعصية وعلى الكبيرة فيجب على أهل الهيئات أن يمتنعوا عن الصلاة عليه زجرا لمثله، ولكن إذا صلى عليه بعض الناس فلا بأس».

ماذا لو انتهزنا رحيل الرائع محمود رضا لنراجع ما ألم بنا لعل بعضنا يدرك أن مشوار التطهير الفكرى والدينى والثقافى لم يبدأ بعد، بل إنه ماض قدماً ولكن خلف الأبواب المغلقة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود رضا وماذا لو محمود رضا وماذا لو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon