توقيت القاهرة المحلي 22:38:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلايلي وهلع العقل

  مصر اليوم -

العلايلي وهلع العقل

بقلم:أمينة خيري

قبل نحو ٢٠ عاما، عانيت ألما مبرحا فى أسنانى. أعلم أن الغالبية المطلقة منا تخشى فكرة وجع الأسنان لما تعنيه من زيارة حتمية إلى طبيب الأسنان، والاستلقاء على كرسى الكشف، الذى يعنى أن المستلقى، أو بالأحرى فم المستلقى، بات فى قبضة الطبيب وآلاته الحادة وماكيناته الصاخبة. ورغم ذلك، أعتبر خوفى ورعبى من طبيب الأسنان من نوعية مختلفة تحول أحيانا دون سعيى للعلاج.

وقد شاءت الأقدار أن يفاجئنى هذا الألم مساء ليلة رأس السنة، والتى صادفت فى هذا العام يوم خميس. كنت فى العمل وقتها فى مكتب صحيفة «الحياة» اللندنية فى وسط القاهرة، واقترح علىّ صديقى وأخى الكاتب الصحفى الفنى محمود موسى أن أتوجه للدكتور محمود فهو طبيب ممتاز، ويراعى مسألة هلع المريض من فكرة الألم تماما، كما أنه ابن أحد الممثلين المفضلين لدى، وهو الفنان الجميل عزت العلايلى، فاقتنعت، لكن أغلب العيادات مغلق فى هذا اليوم. اتصل به، وفى دقائق أخبرنى أن الدكتور محمود فى عيادته فى المهندسين، وينتظرنى.

توجهت إلى هناك سريعا، وهلعى مقسم بين الألم الذى أعانيه وبين ما أنا مقبلة عليه على يد الدكتور محمود. وصلت العيادة واستقبلنى الدكتور محمود بحفاوة وابتسامة هادئة ومريحة. وقبل أن أشرح له ما أعانى، سردت مخاوفى من الكشف والحقن والحشو، وكيف أننى لا أحتمل ألم علاج الأسنان، ربما أكثر من ألم الأسنان نفسه. وبطريقته التى تختلط فيها خفة الظل مع تقدير مخاوف المريض مع قدرة فائقة على الطمأنة والتهدئة، أقسم لى أننى لن أشعر بألم، ثم ألقى علىّ قنبلة مروعة.

إنه ضرس العقل، ويجب خلعه. وطبعا بدأت فى مناحة الخلع والألم والهلع، ولم أدرك ما حدث إلا بعد دقائق معدودة وقد زال الألم، وانخلع الضرس، وطالبنى الدكتور محمود بالانصراف حتى ألحق بحفل نهاية العام. كانت هذه بداية معرفتى بالدكتور محمود العلايلى، إحدى أروع وألطف وأذكى الشخصيات التى عرفتها فى حياتى. واستمرت صداقتنا، بين وجع أسنان مرة، ولقاء فى فعالية ثقافية أو سياسية مرة، وفى كل مرة، يستقبلنى بحفاوة، ونتبادل حديثا قصيرا جميلا عبارة عن كوكتيل سياسة واجتماع وأحداث، بدون تطرق إلى الأسنان من قريب أو بعيد.

تابعته فى مسيرته التليفزيونية والسياسية، مع زيارات للعيادة حين يلزم الأمر لى أو لوالدتى، رحمها الله، والتى كان يخبرها دائما أنها تذكره بوالدته. ثم وجدته جارا عميقاً خفيف الدم لى فى «المصرى اليوم»، والأهم من الجيرة أن آراءه ومواقفه فيما يختص بالسياسة والخطاب الدينى وفوضى الشارع وأولويات البناء كانت شبه متطابقة معى.

توقفت زيارات الأسنان، واستمرت لقاءات الصدفة وحوارات المودة، لكنه اختفى بضعة أسابيع اختفاءً لم يصاحبه صور المرض وتدوينات متابعة العلاج وغيرها من مظاهر الإشهار الصاخب التى لا تناسبه أو تليق شخصيته. ورحل الدكتور محمود العلايلى رحيلا أوجع قلبى. رحمة الله عليه، خالص العزاء لأسرته ومحبيه وأصدقائه ولى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلايلي وهلع العقل العلايلي وهلع العقل



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon