توقيت القاهرة المحلي 19:56:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لُحمة الوطن في عيد الميلاد

  مصر اليوم -

لُحمة الوطن في عيد الميلاد

بقلم : أمينة خيري

كل عام والبشرية بخير وصحة وراحة بال وسلام ووئام وتعقل وتدبر فى هذه المناسبة العظيمة، مولد سيدنا عيسى عليه أفضل السلام. «عيد 7 يناير» كما يُطلق عليه المصريون هو عيد للجميع. ومن يخبرك أن الاحتفاء به أمر مخالف للإسلام وتعاليمه، أخبره أنه جاهل. والجهل درجة أخطر وأقبح من الانغلاق والتطرف والتشدد، لاسيما حين يكون مصحوبًا بعناد وإصرار على إلغاء العقل وتسليمه موصدًا لحاملى الصكوك. صكوك التدين والجنة والنار والثواب والعقاب والحلال والحرام التى صنعتها واحتكرتها مؤسسات وأفراد ومفاهيم ومدارس مستوردة تغلغلت فى المجتمع حتى تمكنت منه. العجيب أن مناسبة مثل مولد نبى المسيحية والذى يسمح حاملو الصكوك للرجال المسلمين بالزواج من نسائهم تخضع للسؤال حول التحريم والتحليل.

حتى محاولات الخروج من مستنقع الجهل والتطرف الذى تم إغراقنا فيه يتسم الكثير منها بالسطحية والتفاهة، وبعضها يكون أقرب إلى الدب الذى فطس صاحبه. لذلك حين يقول لك أحدهم إن علينا تهنئة «شركاء الوطن» قل له بالفم الملآن: «الشراكة تكون فى مجالات العمل وربما الزواج لأنها تبقى معرضة للزوال، أما المواطنة فقد وُجِدت لتبقى، ولا مجال للحديث عن زوالها إلا بزوال الأوطان. وللعلم والإحاطة، فإن هذا الوطن هو ما تعمل جماعات ودول وكيانات ومراكز الإجرام السياسى المسماة بـ«الإسلام السياسى» على تخريبه وتفتيته من منطلق «انصر أخاك فى الدين على الجانب الآخر من المعمورة، ولا تنصر جارك غير المسلم».

ونعود إلى واقعنا فى عيد الميلاد المجيد، عيد ميلاد سيدنا عيسى، عليه أفضل السلام، ونطالع أخبارًا متواترة يظن البعض أنها تمضى على طريق تجديد الخطاب الدينى أو تطهيره أو تحديثه، بينما هى فى واقع الحال تحجير له وإمعان فى احتكار العقل واستلاب التفكير المنطقى العقلانى. فحين تهل علينا الإفتاءات «الوسطية» المتسامحة الموسمية والتى تخبرنا بكل فرحة أنه يجوز تهنئة المسيحى بعيد ميلاد سيدنا عيسى الوارد ذكره والسيدة مريم مرارًا وتكرارًا فى القرآن الكريم، فإنها فى واقع الحال تعوم على عوم ظاهرة إلغاء العقل التى عملت فى مصرنا. ويتفاقم الشعور بالاصطناع حين تُبذل الجهود الفكرية لتعضيد السماح بالتهنئة بالبراهين والأدلة فيُشار إلى أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عاش وتواصل وتراحم مع غير المسلمين، وكأن استيعاب فكرة وجود غير المسلمين فى الكوكب يحتاج الحث والتشجيع والتبرير.

من جهة أخرى، لماذا لا نسأل أنفسنا عما يخسره غير المسلمين فى حال توقف المسلمون عن تهنئتهم أو أكل كحكهم أو الزواج بنسائهم؟ هل الخسارة فادحة؟ الخسارة الفادحة هى إهدار الوقت والجهد والأثير فى الإصرار على أن المصرى يحتاج إلى من يفكر له ليصل إلى نتيجة مفادها أنه مواطن وليس لُحمة أو نسيجًا أو شريكًا بغض النظر عن خانة الديانة. عيد ميلاد سعيد لكل المصريين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لُحمة الوطن في عيد الميلاد لُحمة الوطن في عيد الميلاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon