توقيت القاهرة المحلي 20:15:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لُحمة الوطن في عيد الميلاد

  مصر اليوم -

لُحمة الوطن في عيد الميلاد

بقلم : أمينة خيري

كل عام والبشرية بخير وصحة وراحة بال وسلام ووئام وتعقل وتدبر فى هذه المناسبة العظيمة، مولد سيدنا عيسى عليه أفضل السلام. «عيد 7 يناير» كما يُطلق عليه المصريون هو عيد للجميع. ومن يخبرك أن الاحتفاء به أمر مخالف للإسلام وتعاليمه، أخبره أنه جاهل. والجهل درجة أخطر وأقبح من الانغلاق والتطرف والتشدد، لاسيما حين يكون مصحوبًا بعناد وإصرار على إلغاء العقل وتسليمه موصدًا لحاملى الصكوك. صكوك التدين والجنة والنار والثواب والعقاب والحلال والحرام التى صنعتها واحتكرتها مؤسسات وأفراد ومفاهيم ومدارس مستوردة تغلغلت فى المجتمع حتى تمكنت منه. العجيب أن مناسبة مثل مولد نبى المسيحية والذى يسمح حاملو الصكوك للرجال المسلمين بالزواج من نسائهم تخضع للسؤال حول التحريم والتحليل.

حتى محاولات الخروج من مستنقع الجهل والتطرف الذى تم إغراقنا فيه يتسم الكثير منها بالسطحية والتفاهة، وبعضها يكون أقرب إلى الدب الذى فطس صاحبه. لذلك حين يقول لك أحدهم إن علينا تهنئة «شركاء الوطن» قل له بالفم الملآن: «الشراكة تكون فى مجالات العمل وربما الزواج لأنها تبقى معرضة للزوال، أما المواطنة فقد وُجِدت لتبقى، ولا مجال للحديث عن زوالها إلا بزوال الأوطان. وللعلم والإحاطة، فإن هذا الوطن هو ما تعمل جماعات ودول وكيانات ومراكز الإجرام السياسى المسماة بـ«الإسلام السياسى» على تخريبه وتفتيته من منطلق «انصر أخاك فى الدين على الجانب الآخر من المعمورة، ولا تنصر جارك غير المسلم».

ونعود إلى واقعنا فى عيد الميلاد المجيد، عيد ميلاد سيدنا عيسى، عليه أفضل السلام، ونطالع أخبارًا متواترة يظن البعض أنها تمضى على طريق تجديد الخطاب الدينى أو تطهيره أو تحديثه، بينما هى فى واقع الحال تحجير له وإمعان فى احتكار العقل واستلاب التفكير المنطقى العقلانى. فحين تهل علينا الإفتاءات «الوسطية» المتسامحة الموسمية والتى تخبرنا بكل فرحة أنه يجوز تهنئة المسيحى بعيد ميلاد سيدنا عيسى الوارد ذكره والسيدة مريم مرارًا وتكرارًا فى القرآن الكريم، فإنها فى واقع الحال تعوم على عوم ظاهرة إلغاء العقل التى عملت فى مصرنا. ويتفاقم الشعور بالاصطناع حين تُبذل الجهود الفكرية لتعضيد السماح بالتهنئة بالبراهين والأدلة فيُشار إلى أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عاش وتواصل وتراحم مع غير المسلمين، وكأن استيعاب فكرة وجود غير المسلمين فى الكوكب يحتاج الحث والتشجيع والتبرير.

من جهة أخرى، لماذا لا نسأل أنفسنا عما يخسره غير المسلمين فى حال توقف المسلمون عن تهنئتهم أو أكل كحكهم أو الزواج بنسائهم؟ هل الخسارة فادحة؟ الخسارة الفادحة هى إهدار الوقت والجهد والأثير فى الإصرار على أن المصرى يحتاج إلى من يفكر له ليصل إلى نتيجة مفادها أنه مواطن وليس لُحمة أو نسيجًا أو شريكًا بغض النظر عن خانة الديانة. عيد ميلاد سعيد لكل المصريين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لُحمة الوطن في عيد الميلاد لُحمة الوطن في عيد الميلاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon