توقيت القاهرة المحلي 17:25:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لُحمة الوطن في عيد الميلاد

  مصر اليوم -

لُحمة الوطن في عيد الميلاد

بقلم : أمينة خيري

كل عام والبشرية بخير وصحة وراحة بال وسلام ووئام وتعقل وتدبر فى هذه المناسبة العظيمة، مولد سيدنا عيسى عليه أفضل السلام. «عيد 7 يناير» كما يُطلق عليه المصريون هو عيد للجميع. ومن يخبرك أن الاحتفاء به أمر مخالف للإسلام وتعاليمه، أخبره أنه جاهل. والجهل درجة أخطر وأقبح من الانغلاق والتطرف والتشدد، لاسيما حين يكون مصحوبًا بعناد وإصرار على إلغاء العقل وتسليمه موصدًا لحاملى الصكوك. صكوك التدين والجنة والنار والثواب والعقاب والحلال والحرام التى صنعتها واحتكرتها مؤسسات وأفراد ومفاهيم ومدارس مستوردة تغلغلت فى المجتمع حتى تمكنت منه. العجيب أن مناسبة مثل مولد نبى المسيحية والذى يسمح حاملو الصكوك للرجال المسلمين بالزواج من نسائهم تخضع للسؤال حول التحريم والتحليل.

حتى محاولات الخروج من مستنقع الجهل والتطرف الذى تم إغراقنا فيه يتسم الكثير منها بالسطحية والتفاهة، وبعضها يكون أقرب إلى الدب الذى فطس صاحبه. لذلك حين يقول لك أحدهم إن علينا تهنئة «شركاء الوطن» قل له بالفم الملآن: «الشراكة تكون فى مجالات العمل وربما الزواج لأنها تبقى معرضة للزوال، أما المواطنة فقد وُجِدت لتبقى، ولا مجال للحديث عن زوالها إلا بزوال الأوطان. وللعلم والإحاطة، فإن هذا الوطن هو ما تعمل جماعات ودول وكيانات ومراكز الإجرام السياسى المسماة بـ«الإسلام السياسى» على تخريبه وتفتيته من منطلق «انصر أخاك فى الدين على الجانب الآخر من المعمورة، ولا تنصر جارك غير المسلم».

ونعود إلى واقعنا فى عيد الميلاد المجيد، عيد ميلاد سيدنا عيسى، عليه أفضل السلام، ونطالع أخبارًا متواترة يظن البعض أنها تمضى على طريق تجديد الخطاب الدينى أو تطهيره أو تحديثه، بينما هى فى واقع الحال تحجير له وإمعان فى احتكار العقل واستلاب التفكير المنطقى العقلانى. فحين تهل علينا الإفتاءات «الوسطية» المتسامحة الموسمية والتى تخبرنا بكل فرحة أنه يجوز تهنئة المسيحى بعيد ميلاد سيدنا عيسى الوارد ذكره والسيدة مريم مرارًا وتكرارًا فى القرآن الكريم، فإنها فى واقع الحال تعوم على عوم ظاهرة إلغاء العقل التى عملت فى مصرنا. ويتفاقم الشعور بالاصطناع حين تُبذل الجهود الفكرية لتعضيد السماح بالتهنئة بالبراهين والأدلة فيُشار إلى أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عاش وتواصل وتراحم مع غير المسلمين، وكأن استيعاب فكرة وجود غير المسلمين فى الكوكب يحتاج الحث والتشجيع والتبرير.

من جهة أخرى، لماذا لا نسأل أنفسنا عما يخسره غير المسلمين فى حال توقف المسلمون عن تهنئتهم أو أكل كحكهم أو الزواج بنسائهم؟ هل الخسارة فادحة؟ الخسارة الفادحة هى إهدار الوقت والجهد والأثير فى الإصرار على أن المصرى يحتاج إلى من يفكر له ليصل إلى نتيجة مفادها أنه مواطن وليس لُحمة أو نسيجًا أو شريكًا بغض النظر عن خانة الديانة. عيد ميلاد سعيد لكل المصريين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لُحمة الوطن في عيد الميلاد لُحمة الوطن في عيد الميلاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:22 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني
  مصر اليوم - رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon