توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهائي بطولة العالم

  مصر اليوم -

نهائي بطولة العالم

بقلم : أمينة خيري

حين أفتانا المتديّنون الجدد بأن إصابة فنانات بفيروس كورونا هو غضب الله على «ما يقترفنه من ذنوب»، لم يفتونا فى شأن إصابة البسيطات شديدات الالتزام بالفيروس نفسه. وحين أمْلوا علينا الدعاء للمسلمين والمسلمات فقط والدعاء على غير المسلمين والمسلمات لم يخبرونا بما يتوجب علينا الدعاء به حين يضرب الوباء الأرض، وتتوجه أنظار الـ7.8 مليار نسمة صوب بلاد غير المسلمين والمسلمات انتظارًا إما للعلاج أو اللقاح أو كليهما. هل نستمر فى الدعاء عليهم؟ أم ندعو لهم بالمرة معنا حفظًا لماء الوجه، الذى نضب وتحجَّر منذ ما يزيد على نصف القرن؟!

وحين توجه أتباع النسخة العجيبة المغلوطة من الدين، والتى هبَّت علينا فى سبعينيات القرن الماضى، إلى المشايخ طلبًا للفتوى حول ما إذا كان تلقِّى اللقاح القادم من بلاد غير المسلمين حلالًا أم حرامًا، أو الموقف فى حال كان أحد مكونات اللقاح من مشتقات الخنزير، لم يخبرهم أحد بأن تلقِّيهم اللقاح من عدمه أمر لا يهم البشرية كثيرًا، ولم يخبرهم أحد بأن تلقِّى اللقاح ليس حماية للمتلقِّى فقط، لكنه حماية لكل مَن حوله. ولم يخبرهم أحد بأن اللقاح مسؤولية، حتى لو كان المتلقِّى يعتنق فكرًا انتحاريًا، أو أنه تربى فى كنف شرائط كاسيت السبعينيات، التى أقنعته بأنه جاء الدنيا ليتعذب ويتألم، وكلما زاد عذابه حصل على عدد أكبر من الحور العين، وأنه فى حال لم تتوافر لديه عوامل التعذيب فعليه أن يعذب نفسه ومَن حوله ويُضيِّق على نفسه وعليهم الدنيا حتى يبلغ السواد منتهاه، وبذلك يكون عبدًا مؤمنًا ضامنًا الجنة ونعيمها.

وضمن نِعَم الفيروس اللعين أنه ضرب الجميع دون تفرقة. ولأننا ننسى بسرعة، فحين أطَلَّ الفيروس بطَلّته الأولى فى الصين، صرخ المتدينون الجدد مُهلِّلين بأن عقاب السماء يتحقق لأنهم غير مسلمين، ولأن الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد والتضييق. وحين قرر الفيروس أن يعبر صوب الغرب، صاح المتدينون الجدد بأن عقاب الله يمتد إلى بلاد حرّفت الأديان أو نبذتها أو قررت أن يكون الدين لله والوطن للجميع. وفجأة خفت الصراخ وسكن الصياح بوصول الفيروس إلى بلاد المسلمين. ولكن بالطبع لم يمنع هذا من تخزين ورقة العقاب الإلهى فى الدرج، وإخراج ورقة «اختبار الله لعباده المؤمنين»، بل وجدنا مَن يخرج علينا ويخبرنا بأن الفيروس جند من جنود الله. ولم تتوقف قدرتنا على صبغ كل شىء وأى شىء بالخرافة، فوجدنا مَن يؤكد أن الوباء ابتلاء للمسلمين وعقاب للكفار، ومَن يخصص برنامجًا عنوانه: «هل كورونا مع المسلمين أم ضدهم؟»، والمهازل تتواتر. هذا الوقت والمال والجهد، الذى نهدره فى تفكير وحديث واجتهاد وجهاد وجدال، جعل الخرافة تشعر بالضآلة، والجهالة تخجل من نفسها، وهُوَّات التغييب العميقة تعى أنها ليست بالعمق الكافى. ما نهدره فى الخرافة يؤهلنا لمواجهة الوحش فى نهائى بطولة العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهائي بطولة العالم نهائي بطولة العالم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon