توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهائي بطولة العالم

  مصر اليوم -

نهائي بطولة العالم

بقلم : أمينة خيري

حين أفتانا المتديّنون الجدد بأن إصابة فنانات بفيروس كورونا هو غضب الله على «ما يقترفنه من ذنوب»، لم يفتونا فى شأن إصابة البسيطات شديدات الالتزام بالفيروس نفسه. وحين أمْلوا علينا الدعاء للمسلمين والمسلمات فقط والدعاء على غير المسلمين والمسلمات لم يخبرونا بما يتوجب علينا الدعاء به حين يضرب الوباء الأرض، وتتوجه أنظار الـ7.8 مليار نسمة صوب بلاد غير المسلمين والمسلمات انتظارًا إما للعلاج أو اللقاح أو كليهما. هل نستمر فى الدعاء عليهم؟ أم ندعو لهم بالمرة معنا حفظًا لماء الوجه، الذى نضب وتحجَّر منذ ما يزيد على نصف القرن؟!

وحين توجه أتباع النسخة العجيبة المغلوطة من الدين، والتى هبَّت علينا فى سبعينيات القرن الماضى، إلى المشايخ طلبًا للفتوى حول ما إذا كان تلقِّى اللقاح القادم من بلاد غير المسلمين حلالًا أم حرامًا، أو الموقف فى حال كان أحد مكونات اللقاح من مشتقات الخنزير، لم يخبرهم أحد بأن تلقِّيهم اللقاح من عدمه أمر لا يهم البشرية كثيرًا، ولم يخبرهم أحد بأن تلقِّى اللقاح ليس حماية للمتلقِّى فقط، لكنه حماية لكل مَن حوله. ولم يخبرهم أحد بأن اللقاح مسؤولية، حتى لو كان المتلقِّى يعتنق فكرًا انتحاريًا، أو أنه تربى فى كنف شرائط كاسيت السبعينيات، التى أقنعته بأنه جاء الدنيا ليتعذب ويتألم، وكلما زاد عذابه حصل على عدد أكبر من الحور العين، وأنه فى حال لم تتوافر لديه عوامل التعذيب فعليه أن يعذب نفسه ومَن حوله ويُضيِّق على نفسه وعليهم الدنيا حتى يبلغ السواد منتهاه، وبذلك يكون عبدًا مؤمنًا ضامنًا الجنة ونعيمها.

وضمن نِعَم الفيروس اللعين أنه ضرب الجميع دون تفرقة. ولأننا ننسى بسرعة، فحين أطَلَّ الفيروس بطَلّته الأولى فى الصين، صرخ المتدينون الجدد مُهلِّلين بأن عقاب السماء يتحقق لأنهم غير مسلمين، ولأن الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد والتضييق. وحين قرر الفيروس أن يعبر صوب الغرب، صاح المتدينون الجدد بأن عقاب الله يمتد إلى بلاد حرّفت الأديان أو نبذتها أو قررت أن يكون الدين لله والوطن للجميع. وفجأة خفت الصراخ وسكن الصياح بوصول الفيروس إلى بلاد المسلمين. ولكن بالطبع لم يمنع هذا من تخزين ورقة العقاب الإلهى فى الدرج، وإخراج ورقة «اختبار الله لعباده المؤمنين»، بل وجدنا مَن يخرج علينا ويخبرنا بأن الفيروس جند من جنود الله. ولم تتوقف قدرتنا على صبغ كل شىء وأى شىء بالخرافة، فوجدنا مَن يؤكد أن الوباء ابتلاء للمسلمين وعقاب للكفار، ومَن يخصص برنامجًا عنوانه: «هل كورونا مع المسلمين أم ضدهم؟»، والمهازل تتواتر. هذا الوقت والمال والجهد، الذى نهدره فى تفكير وحديث واجتهاد وجهاد وجدال، جعل الخرافة تشعر بالضآلة، والجهالة تخجل من نفسها، وهُوَّات التغييب العميقة تعى أنها ليست بالعمق الكافى. ما نهدره فى الخرافة يؤهلنا لمواجهة الوحش فى نهائى بطولة العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهائي بطولة العالم نهائي بطولة العالم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon