توقيت القاهرة المحلي 03:02:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعارضة السياسية عبر «كورونا»

  مصر اليوم -

المعارضة السياسية عبر «كورونا»

بقلم : أمينة خيري

متابعة وضع كورونا (كوفيد- 2019) على «فيسبوك» المصرى مذهلة. وهى تستحق بحثًا وتأملًا. فريق ينقل التصريحات الرسمية بأن عدد حالات الإصابة بالفيروس هى واحد، وهو الرقم المثبت كذلك لدى المكتب الإقليمى لشرق «المتوسط» فى منظمة الصحة العالمية، وفريق يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة تكذب، والمنظمة مضطرة إلى مجاراة ما تقوله الوزارة، وأنه من المستحيل ألّا تكون هناك حالات إصابة فى مصر بالفيروس. وبين الفريقين هبد ورزع، وهرى وهرى آخر كذلك الذى اعتدناه على مدار السنوات التسع الماضية.

الوضع الفيسبوكى لـ«كورونا» فى مصر يدفعنا دفعًا إلى طرح أسئلة والتأمل فى مظاهر وظواهر. مبدئيًا، نحمل موروثًا ضخمًا ثقيلًا وله أسبابه من ميل إلى عدم تصديق كل ما يصدر عن جهات رسمية. عشنا عقودًا طويلة جدًا ونحن على يقين بأنه لو قالت الحكومة ألّا زيادة فى الأسعار فإن هذا يعنى أن هناك زيادة مؤكَّدة فى الأسعار، وأن الوزير المختص لو صرح بأن «كله تمام» فإن كله حتمًا أبعد ما يكون عن التمام. من الطبيعى إذن أن يستمر كثيرون فى التشكُّك فيما يصدر عن الجهات الرسمية. ولكن فرقًا كبيرًا بين التشكُّك الناجم عن خبرات سلبية سابقة، وبين التشكُّك لمجرد أننى أصنف نفسى معارضًا وأقف على طرف نقيض من النظام السياسى، وقد صل الأمر بالبعض إلى درجة شتم وسب مَن يصدق التصريحات الرسمية، بل إن البعض يبدو من كتاباته وكأنه يتمنى من قلبه أن يثبت ظهور حالات إصابة بالفيروس فى مصر لمجرد التشفِّى فى النظام.

هذه الكلمات الغرض منها التفكير، وليس الدفاع عن الحكومة، فربما تكون هناك حالات إصابة بالفعل، لكن أصحابها والمحيطين بهم لم يشكوا أنها «كورونا». الغريب أيضًا أن هناك بيننا مَن يتعامل مع الفيروس بمعايير مزدوجة. وبعيدًا عن جنون اعتباره غضب الله على غير المسلمين، وابتلاء للمؤمن فى حال كان المصابون مسلمين، فإن هناك مَن يمجد ويعظم إجراءات تتبعها دول أخرى باعتبارها دليل احترامها لمواطنيها، لكنها فى حال تطبيقها هى نفسها فى مصر تتحول بقدرة قادر إلى تضييق على المواطنين وتدخل فى خصوصياتهم وخرق لحقوقهم المهدرة. ما علينا. المهم حاليًا هو أن الوضع الحالى لانتشار الفيروس فى العالم هو «خطر جدًا» كما أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل ساعات. وهذا يستوجب علينا جميعًا- بعيدًا عن موقفنا السياسى- أن نرفع درجات الوعى فى شأن النظافة العامة والشخصية، وكلتاهما تعانى بشدة فى بلادنا، فمن بصق على الأرض، إلى مسح الأنوف والأفواه بالأيدى، إلى إلقاء القمامة فى كل مكان وأى مكان، بما فيها «مناور» عماراتنا السكنية، إلى اعتبار غسل الأيدى جيدًا بالماء والصابون أمرًا تافهًا، نحتاج تدريب أنفسنا ودفعها دفعًا إلى اعتناق النظافة وليس التشدُّق بها فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة السياسية عبر «كورونا» المعارضة السياسية عبر «كورونا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon