توقيت القاهرة المحلي 04:09:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمية التعبير عن الرأى

  مصر اليوم -

أمية التعبير عن الرأى

بقلم : آمينة خيري

في مقال أمس الأول، تحدثت عن نوعين من الأمية، وركزت على الأمية الأبجدية. واليوم أتحدث عن أمية بعض المتعلمين، ألا وهى انعدام قواعد الحوار وشح قيم الاختلاف، اللذين يعاصرهما ويتابعهما أغلبنا ويعانى منهما البعض. يرى البعض أن الغرض من التعبير عن الرأى هو أن يعتنقه الآخر. جميعنا يعبر عن رأيه في مسائل مختلفة مثل جمال الشتاء أو روعة الصيف، وسبل حل مشكلة المرور، أو تقييم أداء الحكومات، أو طريقة مذاكرة الأبناء، وطريقة التدين وأسلوبه وسبل الدفاع عن المعتقد.

خذ عندك مثلًا مَن يرى أن الدولة لا تخفى الإصابات المهولة بـ«كورونا»، وأنها تعلن عن حالات الاشتباه، ونتائج التحاليل دون مؤامرة لإلهاء الشعب أو تخطيط للكذب عليه. مصير هذا المواطن هو الشجب والتنديد والتشويه والوصم بنعوت تتراوح بين التأييد الأعمى للنظام والغباء والجهل. في السياق نفسه، فإن مَن يتشكك في عدم وجود إصابات بالفيروس ويشرح وجهة نظره في ضوء حركة السفر المستمرة واستحالة وقف الفيروس على الحدود الجغرافية، فإن مصيره هو أيضًا يكون الشجب والتنديد والتشويه والوصم بنعوت تتراوح بين المعارضة الهشة والخيانة الوطنية غير المغتفرة.

ويتصور البعض أن وسائل التواصل الاجتماعى هي ما أدت إلى العنجهية الشعبية والغطرسة التعبيرية، لكن أغلب الظن أن منصات التواصل كانت مجرد أداة لتكشف هذه السمة، أو فلنقل الظاهرة، الرديئة. رداءة الظاهرة لا تتوقف عند حدود حتمية نعت الآخر بالجهل، وربما سبه وشتمه وتشويهه والسخرية منه، لكنها تمتد لتصيبنا بالتوتر والغضب والحنق والشعور بالإهانة، ومن ثَمَّ ضرورة رد الصاع صاعين في دائرة مفرغة لا تنتهى. وهناك بالطبع اختلاف الرأى في مسائل تتعلق بالدين والمعتقد، وهو ما ينجم عنه تكفير ورمى باتهامات الزندقة والانحلال، وربما القتل الحلال على سبيل الجهاد في سبيل الله. وقد يكون من المفيد أن نسأل أنفسنا سؤالًا بسيطًا يبدو ساذجًا: لماذا نعبر عن آرائنا؟ بالطبع هناك إجابات لا يختلف عليها اثنان مثل: لأنها طبيعة بشرية، أو لأن الرأى قد يحمل فائدة أو حلًا أو بديلًا، أو لاعتزاز الشخص بفكره ورغبته في مشاركة آخرين فيه. =لكن هناك إجابات لا نصارح بها أنفسنا، مثل: أن بيننا طواويس مَزْهُوّة بذاتها، وتعتقد أنها وحدها تملك الحقيقة، أو لأن لدينا رغبة دفينة في سماع عبارات الإشادة بفكرنا العبقرى وفلسفتنا الفريدة وأفكارنا التي لا مثيل لها، أو لأن لدينا ميولًا قبلية تهدف إلى تكوين جبهة يتشابه أعضاؤها وتتطابق توجهاتهم، أو لأننا مهزوزون فاقدو الثقة في أنفسنا، فنود التعبير عن آرائنا أملًا في أن يختلف معنا أحدهم، فنبادر إلى رشقه بالحجارة أملًا في القضاء عليه لأننا نخشى اختلاف الآراء ونرتعب من تعدد التوجهات. إنها أمية بعض المتعلمين.. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية التعبير عن الرأى أمية التعبير عن الرأى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon