توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميعاد الساعة 11 المميكن

  مصر اليوم -

ميعاد الساعة 11 المميكن

بقلم - أمينة خيري

لا يسعنى سوى العودة ليومى، الذى أمضيته فى أحضان مصالح حكومية فى حى إمبابة الحبيب. كتبت، قبل أيام، عن ساعات النهار التى أمضيتها متنقلة بين عدد من المصالح والمكاتب الحكومية، والملف بـ«كبسونة»، الذى طلبته إحدى حفيدات «مدام عفاف» بإصرار، بعدما أرسلتنى جيئة وذهابًا، مرة لتصوير شهادة ميلاد أخبرتنى وأنا أسلمها لها بأنها لا تحتاجها، وأخرى لشراء ملف لم تحدد موضوع كبسونته إلا بعد عودتى مُحمَّلة بشتى أنواع الملفات ماعدا «الملف أبوكبسونة». اليوم، أتحدث عن «ميعاد الساعة 11»، الذى فتح أمامى أبواب الفهم، ومهّد سبل التفسير والتوضيح.

الموعد «المميكن» الذى حصلت عليه كان ينص على التواجد فى المصلحة فى تمام الـ11 صباحًا. بسذاجتى وسطحيتى، كنت فى المصلحة فى تمام العاشرة و20 دقيقة. وحين أخبرت «مدام عفاف» أن موعدى فى تمام الـ11، ابتسمت ابتسامة عجيبة غريبة، رغم التكشيرة الرهيبة المحفورة على كل تقسيمة من تقاسيم وجهها. أسوأ ما فى الابتسامة هى ذلك الشعور الذى تسببه من عدم الراحة المخلوط بالشعور بالذنب لدى المواطن لسبب غير معروف. كنت قد أنجزت مشاوير التصوير والملف بكبسونة وبدون فى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق، وهو ما تسبب فى إصابتى بحالة من الذعر. ماذا لو كان نظام المصلحة يعاقب المتأخر بإلغاء دوره؟، ماذا لو طلبوا منى الانتظار لنهاية اليوم، بعد انتهاء أدوار مئات المواطنين المنتظرين؟.

بلعت غضبى من حكاية الملف بكبسونة، واقتربت مجددًا من «مدام عفاف»، وسألتها: هل دورى محفوظ أم لا؟!. هذه المرة، فوجئت بابتسامة حانية من هذا الوجه العبوس الكشور، وقالت لى بعطف بالغ: «طب استريحى فى أى حتة لغاية ما أنده عليكم». أحد المواطنين الشرفاء الواقف إلى جوار مكتب «مدام عفاف»، ويبدو أنه كان قد ضاق ذرعًا بسذاجتى وعصبيتى، قال لى بهدوء لم أشهده فى حياتى: «يا أستاذة، باقولك إيه: كووووول الناس دى، معادها الساعة 11، فما تقلقيش خالص». لسبب ما، تسرب لى هدوؤه وطمأنينته وسكينته، وكأن طاقة نور جديدة قد انفتحت أمامى. فسألته: «طيب حضرتك من خبرتك، قدامنا تقريبًا قد إيه وقت؟، يعنى ساعة؟، ساعتين؟، خمسة؟»، تسللت أمارات اللوم إلى وجهه، وقال لى وكأننى ابنته الطائشة المتهورة، رغم أننى أكبره بعقدين على الأقل: «لا لا لا. دى تساهيل بتاعة ربنا، لا نسأل فيها. استهدى بالله كده، وارتاحى فى أى مكان، وربنا يفرجها من عنده إن شاء الله». كلامه أتى بمفعول مخدر، وألقى ضوءًا فيما بعد على قدرة الكلمات الغارقة فى الروحانيات على تخدير الناس وتسكين قلقهم. أعترف بأن كلمات الرجل الحكيم ساعدتنى على إكمال اليوم دون معارك فكرية تُذكر، لكن فى الوقت نفسه، لا يسعنى سوى التفكير فى مسائل عدة، مثل قيمة الوقت، وفائدة الميكنة والأتمتة، ومصادر الصبر والجلَد، ومناهل الحكمة والرصانة والحصافة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميعاد الساعة 11 المميكن ميعاد الساعة 11 المميكن



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon