توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميعاد الساعة 11 المميكن

  مصر اليوم -

ميعاد الساعة 11 المميكن

بقلم - أمينة خيري

لا يسعنى سوى العودة ليومى، الذى أمضيته فى أحضان مصالح حكومية فى حى إمبابة الحبيب. كتبت، قبل أيام، عن ساعات النهار التى أمضيتها متنقلة بين عدد من المصالح والمكاتب الحكومية، والملف بـ«كبسونة»، الذى طلبته إحدى حفيدات «مدام عفاف» بإصرار، بعدما أرسلتنى جيئة وذهابًا، مرة لتصوير شهادة ميلاد أخبرتنى وأنا أسلمها لها بأنها لا تحتاجها، وأخرى لشراء ملف لم تحدد موضوع كبسونته إلا بعد عودتى مُحمَّلة بشتى أنواع الملفات ماعدا «الملف أبوكبسونة». اليوم، أتحدث عن «ميعاد الساعة 11»، الذى فتح أمامى أبواب الفهم، ومهّد سبل التفسير والتوضيح.

الموعد «المميكن» الذى حصلت عليه كان ينص على التواجد فى المصلحة فى تمام الـ11 صباحًا. بسذاجتى وسطحيتى، كنت فى المصلحة فى تمام العاشرة و20 دقيقة. وحين أخبرت «مدام عفاف» أن موعدى فى تمام الـ11، ابتسمت ابتسامة عجيبة غريبة، رغم التكشيرة الرهيبة المحفورة على كل تقسيمة من تقاسيم وجهها. أسوأ ما فى الابتسامة هى ذلك الشعور الذى تسببه من عدم الراحة المخلوط بالشعور بالذنب لدى المواطن لسبب غير معروف. كنت قد أنجزت مشاوير التصوير والملف بكبسونة وبدون فى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق، وهو ما تسبب فى إصابتى بحالة من الذعر. ماذا لو كان نظام المصلحة يعاقب المتأخر بإلغاء دوره؟، ماذا لو طلبوا منى الانتظار لنهاية اليوم، بعد انتهاء أدوار مئات المواطنين المنتظرين؟.

بلعت غضبى من حكاية الملف بكبسونة، واقتربت مجددًا من «مدام عفاف»، وسألتها: هل دورى محفوظ أم لا؟!. هذه المرة، فوجئت بابتسامة حانية من هذا الوجه العبوس الكشور، وقالت لى بعطف بالغ: «طب استريحى فى أى حتة لغاية ما أنده عليكم». أحد المواطنين الشرفاء الواقف إلى جوار مكتب «مدام عفاف»، ويبدو أنه كان قد ضاق ذرعًا بسذاجتى وعصبيتى، قال لى بهدوء لم أشهده فى حياتى: «يا أستاذة، باقولك إيه: كووووول الناس دى، معادها الساعة 11، فما تقلقيش خالص». لسبب ما، تسرب لى هدوؤه وطمأنينته وسكينته، وكأن طاقة نور جديدة قد انفتحت أمامى. فسألته: «طيب حضرتك من خبرتك، قدامنا تقريبًا قد إيه وقت؟، يعنى ساعة؟، ساعتين؟، خمسة؟»، تسللت أمارات اللوم إلى وجهه، وقال لى وكأننى ابنته الطائشة المتهورة، رغم أننى أكبره بعقدين على الأقل: «لا لا لا. دى تساهيل بتاعة ربنا، لا نسأل فيها. استهدى بالله كده، وارتاحى فى أى مكان، وربنا يفرجها من عنده إن شاء الله». كلامه أتى بمفعول مخدر، وألقى ضوءًا فيما بعد على قدرة الكلمات الغارقة فى الروحانيات على تخدير الناس وتسكين قلقهم. أعترف بأن كلمات الرجل الحكيم ساعدتنى على إكمال اليوم دون معارك فكرية تُذكر، لكن فى الوقت نفسه، لا يسعنى سوى التفكير فى مسائل عدة، مثل قيمة الوقت، وفائدة الميكنة والأتمتة، ومصادر الصبر والجلَد، ومناهل الحكمة والرصانة والحصافة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميعاد الساعة 11 المميكن ميعاد الساعة 11 المميكن



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon