توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميعاد الساعة 11 المميكن

  مصر اليوم -

ميعاد الساعة 11 المميكن

بقلم - أمينة خيري

لا يسعنى سوى العودة ليومى، الذى أمضيته فى أحضان مصالح حكومية فى حى إمبابة الحبيب. كتبت، قبل أيام، عن ساعات النهار التى أمضيتها متنقلة بين عدد من المصالح والمكاتب الحكومية، والملف بـ«كبسونة»، الذى طلبته إحدى حفيدات «مدام عفاف» بإصرار، بعدما أرسلتنى جيئة وذهابًا، مرة لتصوير شهادة ميلاد أخبرتنى وأنا أسلمها لها بأنها لا تحتاجها، وأخرى لشراء ملف لم تحدد موضوع كبسونته إلا بعد عودتى مُحمَّلة بشتى أنواع الملفات ماعدا «الملف أبوكبسونة». اليوم، أتحدث عن «ميعاد الساعة 11»، الذى فتح أمامى أبواب الفهم، ومهّد سبل التفسير والتوضيح.

الموعد «المميكن» الذى حصلت عليه كان ينص على التواجد فى المصلحة فى تمام الـ11 صباحًا. بسذاجتى وسطحيتى، كنت فى المصلحة فى تمام العاشرة و20 دقيقة. وحين أخبرت «مدام عفاف» أن موعدى فى تمام الـ11، ابتسمت ابتسامة عجيبة غريبة، رغم التكشيرة الرهيبة المحفورة على كل تقسيمة من تقاسيم وجهها. أسوأ ما فى الابتسامة هى ذلك الشعور الذى تسببه من عدم الراحة المخلوط بالشعور بالذنب لدى المواطن لسبب غير معروف. كنت قد أنجزت مشاوير التصوير والملف بكبسونة وبدون فى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق، وهو ما تسبب فى إصابتى بحالة من الذعر. ماذا لو كان نظام المصلحة يعاقب المتأخر بإلغاء دوره؟، ماذا لو طلبوا منى الانتظار لنهاية اليوم، بعد انتهاء أدوار مئات المواطنين المنتظرين؟.

بلعت غضبى من حكاية الملف بكبسونة، واقتربت مجددًا من «مدام عفاف»، وسألتها: هل دورى محفوظ أم لا؟!. هذه المرة، فوجئت بابتسامة حانية من هذا الوجه العبوس الكشور، وقالت لى بعطف بالغ: «طب استريحى فى أى حتة لغاية ما أنده عليكم». أحد المواطنين الشرفاء الواقف إلى جوار مكتب «مدام عفاف»، ويبدو أنه كان قد ضاق ذرعًا بسذاجتى وعصبيتى، قال لى بهدوء لم أشهده فى حياتى: «يا أستاذة، باقولك إيه: كووووول الناس دى، معادها الساعة 11، فما تقلقيش خالص». لسبب ما، تسرب لى هدوؤه وطمأنينته وسكينته، وكأن طاقة نور جديدة قد انفتحت أمامى. فسألته: «طيب حضرتك من خبرتك، قدامنا تقريبًا قد إيه وقت؟، يعنى ساعة؟، ساعتين؟، خمسة؟»، تسللت أمارات اللوم إلى وجهه، وقال لى وكأننى ابنته الطائشة المتهورة، رغم أننى أكبره بعقدين على الأقل: «لا لا لا. دى تساهيل بتاعة ربنا، لا نسأل فيها. استهدى بالله كده، وارتاحى فى أى مكان، وربنا يفرجها من عنده إن شاء الله». كلامه أتى بمفعول مخدر، وألقى ضوءًا فيما بعد على قدرة الكلمات الغارقة فى الروحانيات على تخدير الناس وتسكين قلقهم. أعترف بأن كلمات الرجل الحكيم ساعدتنى على إكمال اليوم دون معارك فكرية تُذكر، لكن فى الوقت نفسه، لا يسعنى سوى التفكير فى مسائل عدة، مثل قيمة الوقت، وفائدة الميكنة والأتمتة، ومصادر الصبر والجلَد، ومناهل الحكمة والرصانة والحصافة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميعاد الساعة 11 المميكن ميعاد الساعة 11 المميكن



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon