توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قدوة المجتمع المتدين

  مصر اليوم -

قدوة المجتمع المتدين

بقلم : أمينة خيري

تعريفه على «واتس آب» «أستغفر الله العظيم يارب». اسمها على «فيسبوك» «حسبى الله ونعم الوكيل» وحالتها «اللهم ارحم أبى وأمى وكل أموات المسلمين». حسابها على «إنستجرام» اسمه «حبيبى يارسول الله (ص)» وتعريفها «آى آم مسلم». تغريداته على «تويتر» مهمتها التشكيك فى معتقدات الغير والتأكيد على فوقية معتقده وسمو انتمائه. محل الحلويات اسمه «لا إله إلا الله». السيوف وعبارات التوحيد كانت تغطى الكثير من زجاج السيارات الملاكى الخلفى وحالياً عرفت طريقها إلى باصات النقل العام. صور فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى تغطى نوافذ العديد من سيارات الميكروباص والسوزوكى «التمناية» وسيارات النقل على الطريق. المحلات التجارية تحرص على تشغيل القرآن الكريم بأعلى صوت فى الصباح الباكر طلباً للبركة وأملاً فى الرزق الوفير. عمال البناء لا يفوتهم أن يكتبوا بالطلاء الأسود «هل صليت على النبى اليوم؟» على أعمدة الكبارى التى شيدوها وأكشاك الكهرباء التى أصلحوها. كل هذه المظاهر «الإيمانية» شىء رائع وعظيم. وتكتمل الصورة بالبحث عن أيقونات والمثل الأعلى أو النموذج المحتذى لدى الصغار والشباب. بالطبع نجمنا الساطع محمد صلاح يهيمن على أحلام الكثيرين من الشباب والأطفال من الذكور. البعض يطرح إسمه محمد رمضان من باب أنه صعد سلم المجد بسرعة صاروخية وثراؤه الواضح يتحدث عن نفسه. لكن كثيرين أيضاً يذكرون أسماء الأولين من الأنبياء والصحابة ومفسرى القرآن الكريم كمثل أعلى أو يحتذى.

وهذا شىء رائع وعظيم. لكن الغريب أن أحداً لا يذكر اسم عالم أو باحث أو مخترع أنسولين تستخدمه جدته لعلاج السكر، أو أديسون الذى يمكنه من رؤية الكتب الدينية التى يقرؤها، أو الأخوين رايت اللذين مكّناه من ركوب الطائرة لأداء العمرة وفريضة الحج، أو مارتن كوبر الذى مهّد الطريق لابتكار الهاتف المحمول الذى يؤذن للصلاة فى أوقاتها، أو كارل بنز الذى ابتكر السيارة الحديثة ليضع عليها الملصقات الدينية مشهراً إيمانه أمام المارة وقادة السيارات الأخرى، أو لورنس روبرتس أحد أوائل مبتكرى شبكة الإنترنت التى تمكنه من تحميل الأدعية الدينية وفيديوهات المفسرين والمفتين والفقهاء، أو حتى بريان أكتون وجان كوم اللذين ابتكرا «واتس آب» وما يتيحه من إرسال أدعية الصباح والاستغفار وحكايات «جاء إعرابى» إلى الصديقات والأصدقاء. كل ما سبق من أسماء ومبتكرات واختراعات قلما تطرأ على بال أحدنا باعتبارها قدوة أو نموذجاً يحتذى. فالابتكار ليس غايتنا، والمخترعون ليسوا قدوتنا، والعلم والبحث والتعلم ليست أسمى أمانينا. والأدهى من ذلك هو اختفاء الأعلام المصريين مثل طه حسين والعقاد وجمال حمدان وأحمد زويل ومصطفى السيد وثروت أباظة ومصطفى السيد وسهير القلماوى وعائشة راتب وغيرهم من قائمة القدوات. هل هذا طبيعى؟! هل يمكن أن يحيا مجتمع على هذا الشكل من «التدين» دون محتوى علمى أو ثقافى أو سلوكى أو حتى معرفى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قدوة المجتمع المتدين قدوة المجتمع المتدين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon