توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقيدة السير العكسي

  مصر اليوم -

عقيدة السير العكسي

بقلم : أمينة خيري

ونعود مجددًا إلى منظومة السير العكسى، وما تركناه إلا فقدانًا للأمل. السير العكسى تحول إلى معتنق يرفع من شأن من يسير عكس الاتجاه ويضع المعترض فى خانة «يا عم كبّر» و«لو حد مات فإنه قضاء وقدر». نسلم بالقضاء والقدر، لكن قليلين ينتهجون نهج «اعقلها وتوكل». فالغالبية باتت تتوكل تاركة التعقل لكائنات أخرى. التعقل يخبرنا أن «واحد زائد واحد يساوى اثنين، لا اثنين ونصف أو ثلاثة إلا ربع، فقط اثنين»! أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت مشروع قاتل. أنت سير عكس الاتجاه، إذن أنت لا تمانع فى أن تقتل أحدهم أو تصيبه أو تلحق به الضرر، سواء المادى أو المعنوى، دون أن يهز ذلك شعرة فيك. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت لا تمانع من حيث المبدأ فى أن تأتى بتصرف عكس القانون أو الأخلاق أو السلوك طالما أن أحدًا لا يراك أو أحدًا لن يعاقبك. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت تفصل فصلًا تامًا بين الدين والدنيا حتى لو كنت ممن يلطعون السيوف ويلصقون إشهارات التدين على زجاج سيارتك الخلفى. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت شخص غير ملتزم ولا تؤتمن على روح أو مسؤولية.

أنت تسير عكس الاتجاه، إذن انت منافق بوشين وصنف يخاف ما يختشيش لأنك على يقين بأن ذراع القانون لن تستوقفك. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت غير مؤهل لتربية أبنائك لأنك بكل بساطة متهاون فى أبسط قواعد ما يصح وما لا يصح. وربما يعتقد أن السير العكسى لم يرد فى الفقه والشريعة، ولا يتحدث عنه خطيب الجمعة أو واعظ الكنيسة، إذن هو لا يتعلق بالدين من قريب أو بعيد، ومن ثم أنت تعيش فى وهم أنك متدين ومآلك الجنة. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت عشوائى أنانى فوضوى. أنت تسير عكس الاتجاه وتعتقد أنه طالما ربنا ستر حتى الآن ولم تدهس أحدًا أو تصطدم بسيارة آتية فى الاتجاه الصحيح، فـ«مفيش مشكلة». والسير العكسى فى بلدنا لا يتعلق بفئة دون غيرها. سائق التوك توك لا يختلف عن أستاذ الجامعة، وابن رجل الأعمال الشهير الذى يقود سيارة سعرها ملايين لا يختلف عن ابن العامل البسيط الذى يقود دراجة نارية.

كبار وصغار، نساء ورجال، مدراء وعمال، لم تعد بحبوحة السير العكسى تفرق بين الطبقات والفئات. ابن رجل الأعمال الذى دهس المهندسة الشابة أثناء سيره عكس الاتجاه لم ولن يكون الأول أو الأخير. بات السير العكسى فى مصر نهجًا عاديًا. وفى الشروق، حيث أسكن، محطة وقود على طريق السويس لا يتوانى سائقون عن السير العكسى فى طريق ملتف ليختصروا بضعة أمتار، ولا يجدون من يقول لهم ثلث الثلاثة كام، وذلك فى انتظار وقوع الحادث المروع. إذن السير العكسى أصبح عقيدة ومعتنقًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقيدة السير العكسي عقيدة السير العكسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon