توقيت القاهرة المحلي 16:26:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقيدة السير العكسي

  مصر اليوم -

عقيدة السير العكسي

بقلم : أمينة خيري

ونعود مجددًا إلى منظومة السير العكسى، وما تركناه إلا فقدانًا للأمل. السير العكسى تحول إلى معتنق يرفع من شأن من يسير عكس الاتجاه ويضع المعترض فى خانة «يا عم كبّر» و«لو حد مات فإنه قضاء وقدر». نسلم بالقضاء والقدر، لكن قليلين ينتهجون نهج «اعقلها وتوكل». فالغالبية باتت تتوكل تاركة التعقل لكائنات أخرى. التعقل يخبرنا أن «واحد زائد واحد يساوى اثنين، لا اثنين ونصف أو ثلاثة إلا ربع، فقط اثنين»! أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت مشروع قاتل. أنت سير عكس الاتجاه، إذن أنت لا تمانع فى أن تقتل أحدهم أو تصيبه أو تلحق به الضرر، سواء المادى أو المعنوى، دون أن يهز ذلك شعرة فيك. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت لا تمانع من حيث المبدأ فى أن تأتى بتصرف عكس القانون أو الأخلاق أو السلوك طالما أن أحدًا لا يراك أو أحدًا لن يعاقبك. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت تفصل فصلًا تامًا بين الدين والدنيا حتى لو كنت ممن يلطعون السيوف ويلصقون إشهارات التدين على زجاج سيارتك الخلفى. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت شخص غير ملتزم ولا تؤتمن على روح أو مسؤولية.

أنت تسير عكس الاتجاه، إذن انت منافق بوشين وصنف يخاف ما يختشيش لأنك على يقين بأن ذراع القانون لن تستوقفك. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت غير مؤهل لتربية أبنائك لأنك بكل بساطة متهاون فى أبسط قواعد ما يصح وما لا يصح. وربما يعتقد أن السير العكسى لم يرد فى الفقه والشريعة، ولا يتحدث عنه خطيب الجمعة أو واعظ الكنيسة، إذن هو لا يتعلق بالدين من قريب أو بعيد، ومن ثم أنت تعيش فى وهم أنك متدين ومآلك الجنة. أنت تسير عكس الاتجاه، إذن أنت عشوائى أنانى فوضوى. أنت تسير عكس الاتجاه وتعتقد أنه طالما ربنا ستر حتى الآن ولم تدهس أحدًا أو تصطدم بسيارة آتية فى الاتجاه الصحيح، فـ«مفيش مشكلة». والسير العكسى فى بلدنا لا يتعلق بفئة دون غيرها. سائق التوك توك لا يختلف عن أستاذ الجامعة، وابن رجل الأعمال الشهير الذى يقود سيارة سعرها ملايين لا يختلف عن ابن العامل البسيط الذى يقود دراجة نارية.

كبار وصغار، نساء ورجال، مدراء وعمال، لم تعد بحبوحة السير العكسى تفرق بين الطبقات والفئات. ابن رجل الأعمال الذى دهس المهندسة الشابة أثناء سيره عكس الاتجاه لم ولن يكون الأول أو الأخير. بات السير العكسى فى مصر نهجًا عاديًا. وفى الشروق، حيث أسكن، محطة وقود على طريق السويس لا يتوانى سائقون عن السير العكسى فى طريق ملتف ليختصروا بضعة أمتار، ولا يجدون من يقول لهم ثلث الثلاثة كام، وذلك فى انتظار وقوع الحادث المروع. إذن السير العكسى أصبح عقيدة ومعتنقًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقيدة السير العكسي عقيدة السير العكسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon