توقيت القاهرة المحلي 01:59:09 آخر تحديث
الأحد 6 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مانيفستو الأخلاق

  مصر اليوم -

مانيفستو الأخلاق

بقلم : أمينة خيري

هل مطلوب من الحكومة - أى حكومة - أن تتأكد من أن الشعب good boys and girls؟، وإذا اتفق شعب ما على أن يُحمل حكوماته هذه المسؤولية، فإلى أى قاعدة أخلاقية يتم الاستناد إليها؟ هل هى قاعدة يضعها رجال الدين، أم يسنها رجال القانون، أم يبتكرها كل نظام سياسى وقت تقلده السلطة.. فإن كان نظامًا يساريًا يضع قاعدة أخلاق يسارية، وإن كان يمينيًا يضعها يمينية، ولو كان دينيًا يغترف من الكتاب المقدس الذى تتبعه الغالبية ليشكل بها المقاييس المطلوبة لتربية الشعب؟! وفى حال تعاقبت حكومات تشكلها أحزاب سياسية مختلفة، فهل يتم تغيير القاعدة الأخلاقية مع كل تغيير سياسى، أم يقوم جهاز الشرطة بالتأكد من حسن سير أفراد الشعب؟.. وفى هذه الحالة، هل يتوقف ذلك على الخلفية الاجتماعية والتربوية للأمين أو العسكرى أو الضابط، أم أن على الشرطة أن تضع «مانيفستو» للأخلاق الشعوب؟

وفى حال تم الاتفاق على تطبيق معايير أخلاقية مستمدة من الدين، وخرق أحدهم أحد هذه المعايير، هل يتم إعلانه كافرا، أم يحاسبه القانون؟.. وفى حال خرق أحدهم معيارًا سلوكيًا ليس محرمًا مثل السير العكسى الذى لا يرد نصًا مقدسًا فى شأنه، هل يتم تجاهله؟

أسئلة كثيرة تطرأ على البال هذه الأيام، التى تشهد سجالات فى أنحاء عدة فى الكوكب حول الدولة والأخلاق والأفراد. وإذا أخذنا مصر على سبيل المثال لا الحصر، نجد أن هناك توجهًا شعبيًا فى العقود القليلة الماضية، ويزداد توسعًا وتجذرًا هذه الآونة فى تحميل الدولة (ممثلة فى الحكومة الحالية) مسؤولية التأكد من أن الإناث good girls. وحيث إن تعريف من هى البنت المؤدبة والتفرقة بينها وبين البنت غير المؤدبة أمر احتارت فى تعريفه البلايين التى مرت بالكوكب عبر قرون وألفيات، ولأن البنت المؤدبة فى العلم قد لا تكون بنتًا مؤدبة فيما وراء العلن، ولأن ما يعتبره أحدهم معيارًا لا ريب فيه للبنت المؤدبة يعتبره آخر هراءً محضًا، فقد وقع الجميع فى حيص بيص.. لكن جزءًا من هذا الحيص بيص ينبغى أن يخضع لبعضٍ من تحليل نفسى وعصبى. فكيف ولماذا وبأمارة إيه تقوم قومة الملايين لأن فتاة هنا خرقت معايير «البنت المؤدبة» لأنها تحدثت أو تصرفت بطريقة لم تحصل على إذن مسبق من ملاك صكوك الأخلاق الحميدة، لكن القومة تنقلب سباتًا عميقًا أو موتًا إكلينيكيًا رهيبًا حين تُضرب «الأخلاق الحميدة» فى مقتل على أيدى ذكور أو من قبل هيئات أو مؤسسات. هناك مؤشرات بأن منظومة الأخلاق الحميدة التى نجبر الدولة على رعايتها لا تخرج عن إطار الأمور الجنسية الخاصة بالإناث. ولننظر إلى دول سبقتنا فى محاولة فرض الأخلاق عبر جماعات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالأمر أيضًا، لكنها توقفت عن ذلك ربما لعدم جدواه. فلماذا نبدأ من حيث بدأ الآخرون؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مانيفستو الأخلاق مانيفستو الأخلاق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

نجمات الموضة يتألقن بأزياء شرقية تجمع بين الأناقة والرقي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:31 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
  مصر اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"اختراق" يتسبب فى توقف حركة مترو الخط الثالث

GMT 16:42 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

ثوران بركان بشرق الكاريبي من جديد

GMT 01:40 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

8 مكملات غذائية وعشبية ومعادن تحارب الاكتئاب

GMT 11:52 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

فيدرر خارج صراع جائزة إدبرج للمرة الأولى منذ 15 عاما

GMT 08:56 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل سقوط فتاة من أعلى سطح منزلها بحدائق أكتوبر

GMT 05:32 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

الفنانة وفاء عامر تخطف الأنظار في أحدث ظهور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon