توقيت القاهرة المحلي 04:45:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برافو الحكومة

  مصر اليوم -

برافو الحكومة

بقلم : أمينة خيري

برافو الحكومة المصرية التى اتخذت أولى الخطوات الفعلية لإبطال مفعول قنابل الزيادة السكانية. أقول «قنابل» لأن سباق الأرانب المحموم لم يعد «قنبلة» تهدد بالانفجار، إذ تحول إلى سلسلة قنابل انفجر بعضها ويستعد البعض الآخر للانفجار تباعاً.

وتبعاً للاجتماع الذى عقده رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد من الوزراء والجهات المعنية بإبطال مفعول القنابل، فإن مدبولى أكد أن الزيادة السكانية تمثل تحدياً كبيراً أمام الدولة، على الرغم من تحسن الاقتصاد الجيد.

ولا يبالغ رئيس الوزراء حين يصف «القنابل» البشرية بـ«قضية تتعلق بالأمن القومى». وأحيى وأشجع وأدعم وأساند ما أشار إليه رئيس الوزراء من أن الدولة تتخذ إجراءات حالياً لقصر الدعم فى التموين و«تكافل وكرامة» على طفلين فقط لكل أسرة، وذلك للمواليد الجدد.

وبالطبع، وكما هو متوقع، سيخرج علينا فريقان حنجوريان رئيسيان: الأول من حزب الحرية الشخصية فى إنجاب العيال وعدم تدخل الدولة فى قرار الأسرة الشخصى، والغالبية المطلقة من هؤلاء هم أكثر المتضررين من الزحام الرهيب الذى نعيش فيه، وجحافل المتسولين وأسرهم الممتدة القابعة فى كل ناصية وعند كل مطب، وملايين الأطفال العاملين وبلا مأوى وسائقى التوك توك وغيرهم من المتسربين من المدارس. والثانى هم مصنعو القنبلة الذين يعملون بكل جد وكد لتزويد الشاعر المصرى بعيال دون هوادة.

هؤلاء مشبعون بفكرتين قاتلتين: الأولى أن الرأس التى يتم ضخها هى مصدر دخل إضافى للأسرة، والثانية هى أن تنظيم هذا الجنون حرام ورجس من عمل الشيطان. وفى هذا الشق الأخير، يجب الإشارة إلى أن ما تساهم به المناهج الدراسية من زرع محاسن الأسرة الصغيرة التى تستثمر فى تربية وتعليم أطفالها، يفسده المدرس السلفى أو المشبع بـ«فتاوى» نعرفها جميعاً عن حرمانية التنظيم.

وما يخرج عن المؤسسات الدينية «الرسمية» من فتاوى من على المنبر حول التنظيم، تهدمه «فتاوى» من تحت المنبر تصب فى الاتجاه المعاكس.

رئيس الوزراء طلب من الجهات المختصة إعداد خطط عمل «متكاملة». والتكامل والاستمرارية فى التعامل مع هذه القنابل أمران حيويان. فأن تعمل وزارة الصحة والسكان فى واد والإعلام والتعليم فى واد آخر، لن يحققا المراد.

أما الاستمرارية فهى ضمان النجاح الذى لا تكسره فتوى مخربة أو أحداث تجذب انتباه الرأى العام بعيداً. وبعد هذا التحرك العظيم للحكومة، ينبغى القول بأن اعتبار إنتاج العيال حرية شخصية هو اللغو بعينه. وتكفى نظرة إلى ملايين الأطفال والشباب من العاملين فى «الدليفرى» والتوك توك وتجارة الأرصفة والمواصلات العامة وغيرها، ناهيك عن الرضع الذين تحملهم عاملات تنظيف الشوارع فى تجمعات سكنية مثل الشروق والتجمع وأكتوبر أثناء عملهن المتأرجح بين الكنس والتسول، هل هذه هى القوى البشرية المرادة؟ وللمتشدقين بالمقارنة مع القوى البشرية فى الصين، نقول إن نوعية القوة ومهاراتها وقدرتها على إفادة المجتمع ونفسها هى المعيار وليس الضخ وخلاص.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برافو الحكومة برافو الحكومة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon