توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة الدعاء

  مصر اليوم -

قوة الدعاء

بقلم:أمينة خيري

أحب الدعاء كثيرا. أعتبره راحة روحانية وشكلا للدعم النفسى فى كل الأوقات. يروج البعض لمعلومة خاطئة، ألا وهى أن الدعاء يرتبط بدين بعينه، أو أنه عبادة لا مثيل أو شبيه لها إلا فى هذا الدين. كل إنسان على وجه الأرض يدعو الله بطريقته. هناك من يدعو بحسب بروتوكول معين، ويتخذ وضعية جسدية تعلمها، ويردد كلمات وعبارات وجملا يقرأها من كتاب أو حفّظها له المعلم أو أهله أو رجل الدين فى دار العبادة، ومنهم من يدعو بقلبه، أو يدعو بكلمات يختارها ويعتبرها معبرة عما يدور فى عقله وقلبه.

أرى أن كلمة السر فى الدعاء هى القلب. ومع احترامى لكل منظومات الدعاء، وكل من يرى أن الدعاء له قانون واحد صارم جامد، أقول إن الدعاء بالنسبة لى هو حديثى إلى الله بحسب ما يجول فى قلبى وعقلى. أحيانا أخشى أن يتحول ما يدور فى عقلى وقلبى إلى موضوع إنشاء، أو حتى نص بديع لم أشارك فيه إلا بقراءته أو حفظه. المسألة لا تتعلق بجودة نص الدعاء من عدمها. فقط أخشى أن أتحول إلى «ناقل أمين» بدلا من أن أكون «معبرا صادقا».

جميل جدا أن أدعو لنفسى وآخرين بالصحة والنجاح والتوفيق وراحلة البال، لكن الأجمل أن أدعو بما أتمنى لهم حقا، سواء ما سبق من أمنيات جميلة أو أضيف لها أو غيرها.

ومنذ طفولتى، عجزت عن فهم الأسباب التى تدعو شخصا متدينا مؤمنا تقيا خاشعا زاهدا ورعا لا إلى الدعاء لنفسه ومن يحب بكل ما هو جميل، بل الدعاء على من لا يحب بأن يضربه الضعف وينال منه المرض ويتمكن منه الفقر والبؤس والشقاء والبلاء، بل وتطور الأمر عبر السنوات إلى تخصيص فقرة الدعاء على آخرين بالخراب، والقول صراحة إن طريقنا – نحن المؤمنين المتدينين الخاشعين – إلى القوة والبأس والنصر هو خراب الآخرين ومرضهم.

سألت ذات مرة أحد الأقارب من كبار المتدينين فى الأسرة عن سبب الاعتماد على ضعف الآخرين حتى نقوى نحن، وكنت طفلة صغيرة، ويبدو أن الرجل داهمه شعوران متناقضان: الأول غضب شديد من مثل هذا السؤال الذى ربما يعكس استعدادا مبكرا لدى هذه الصغيرة للتفكير والعياذ بالله، والثانى غضب أقوى لأن مثل هذا الدعاء هو ما وجدنا عليه آباءنا، والخروج على ما وجدنا عليه آباءنا فيه خطر شديد ومحظور عميق. قال لى بلهجة صارمة: فقط ادعى وأنتِ ساكتة!.

أتمعن كثيرا فى الدعاء لدى أهل الأرض. أجد البعض يردد الدعاء كالببغاء، وكأنه واجب مدرسى عليه إنجازه حتى يشعر أنه لم يقصر. وجدت من يردد الدعاء باعتباره سلاح حرب سيقضى به على الأعداء.

ويظل الدعاء راحة للنفس، ومكملا غذائيا مهما للعمل والعلم والبحث، شرط أن يكون من القلب، لا اللسان، وحبذا لو لم يحمل قدرا وافرا من الكراهية للآخرين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة الدعاء قوة الدعاء



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon