توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدالة في العشوائية

  مصر اليوم -

العدالة في العشوائية

بقلم : أمينة خيري

«العشوائية سلوك إجرامى»! استوقفتى العبارة «القانونية» التى قالتها الصديقة المحامية نجلاء الإمام أثناء حديث بيننا. أدركت أننا غارقون فى هذا الإجرام حتى الثمالة. العمارة التى ظلت محترقة على الدائرى سلوك إجرامى بدءاً ببنائها مروراً ببيع وحداتها وانتهاءً باستمرار السكن فيها. وهى تكرار أليم للعمارة التى مر الكوبرى من شرفاتها، وغيرهما كثير. ولعشوائية البناء أشكال عدة.

فهناك البناء العشوائى على أراضينا الزراعية المحدودة وكم الخراب الذى لحق بها. والمسألة الموجعة هى أن البناء العشوائى على الأراضى الزراعية لم ينشط كسلوك إجرامى بين بعد أحداث يناير 2011 حيث الاستفادة من حالة الفوضى، لكنه عشق قديم جرف ثروة مصر وحق الأحفاد. وهذا يعنى أن العشوائية صارت تسرى فى الدماء. والسلوك العشوائى الذى غزا تفاصيل حياتنا لا يقتصر على البناء، لكنه يمتد إلى تزيين الواجهات حيث العشوائية فى أبهى صورها. واجهة حمراء وأخرى صفراء وثالثة خضراء. شرفة تم تحويلها إلى غرفة وأخرى صارت مخزن للكراكيب وثالثة تم طلاؤها باللون البنفسجى. حتى أولئك الفهلوية المعتدين على حق غيرهم من المواطنين فى الرصيف وجزء من حرم الشارع مثلاً يفعلون ذلك بعشوائية مفرطة، وبدلاً من أن يتم غزو أماكن الانتفاع العام بشىء من التنسيق، يفعلون بقبح حيث قراطيس برتقالية وصناديق خشبية ومقاعد مهشمة وعلى المتضرر ضرب رأسه فى أقرب حائط. التكاتك غير المرخصة والتى يقودها أطفال خرجت من الشوارع الجانبية وانطلقت بكل أريحية فى شوارع رئيسية مثل شارع شبرا على سبيل المثال لا الحصر.

السير العكسى العشوائى يمارس نهاراً جهاراً. السلوك العشوائى الإجرامى نما وترعرع ونضج وصار كياناً مستقلاً بذاته. وقد ألقى بظلال وارفة على تصرفاتنا وأفكارنا، فصار النهج العشوائى منهجاً يفرض نفسه. وبدلاً من أن ينشأ الصغار فى المدارس على الفكر المنظم والترتيب والتخطيط، يجدون المعلم عشوائياً فى الشرح وتنظيم الفصل. ويجدون مشرف الفسحة عشوائياً فى الإشراف. وعملية البيع فى «كانتين» المدرسة عشوائية، حيث فكرة الطابور غير واردة. ولولا السياج الحديدية التى صممت بحيث تتسع لمواطن واحد رشيق أمام باك تذاكر مترو الأنفاق لاستمر الهجوم العشوائى والبقاء للأقوى فى عملية البيع.

والمصيبة هى أن من يعترض على عشوائية الحياة، يٌنظَر إليه إما على أنه مختل، أو حنبلى، أو «مش حاسس بالغلابة»، وكأن «الغلب» والفقر يبرران البلطجة والفوضى. ونحمد الله كثيراً على تمدد العشوائية لتصل إلى الطبقتين المتوسطة والعليا، ليتحقق بذلك مبدأ العدالة العشوائية للجميع. فالقيادة العشوائية ساوت بين التوك توك والسيارات الفارهة، واحتلال الأرصفة العشوائى بات سمة فى الأحياء الراقية والشعبية. وقس على ذلك فى كل مظاهر العشوائية المهيمنة على حياتنا. والثورة على العشوائية لن تحقق أهدافها عبر حملة شرطية هنا أو حملة توعوية هناك، فتغيير ثقافة العشوائية يحتاج تزامن الهدم والبناء فى آن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدالة في العشوائية العدالة في العشوائية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon