توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوعى المغدور

  مصر اليوم -

الوعى المغدور

بقلم - أمينة خيري

 كثيرون يبحثون عن فيديوهات من داخل قاعات المحاكم. متعة المشاهدة كبيرة. أدرينالين الإثارة رهيب. تعليقات المتابعين فى حد ذاتها جديرة بالمتابعة، حيث قراءتها لا تقل متعة أو إثارة عما يجرى. لكن ليس كل ما يلمع ذهبا، وليس كل ما هو ممتع جميلا، أو كل ما هو مثير بديعا.

فى صغرى كنت متيمة بمتابعة مشاهد الأفلام التى تجرى فى قاعات المحاكم. مشهد القضاة على المنصة المهيبة، مرافعة النيابة العامة الجليلة، الصمت الذى إن قطعه أحدهم يدق القاضى بمطرقته المبجلة دقات قليلة متواترة مهيبة مهددا من يخرق النظام ويتحدث دون إذن أنه فى حال تكرار حديثه العشوائى دون إذن فسيتم إخراجه من القاعة أو إيداعه القفص، المحامون فى الصف الأول بأرواب المحاماة السوداء الفاخرة الوقورة، الحضور من ذوى المتهمين والمجنى عليهم والجميع يجلس فى صمت ينضح بقلق وتوتر حتى تكاد تسمع صوت الأنفاس المتلاحقة، حاجب المحكمة الذى يقدم المستندات ويرتب الأوراق ويحافظ على الهدوء والنظام والنظافة فى قاعة المحكمة وينادى على القضايا ويعلن دحول فلان شاهدا.

ويظل هذا العشق لمتابعة مشاهد المحاكم فى أفلام الأبيض والأسود مصاحبا لى حتى اللحظة. والميزة الكبيرة فى العصر الرقمى أنه بات فى الإمكان إعادة مقاطع المحاكم لأستمتع بها مرات ومرات. لكن الاستمتاع تصحبه نوستالجيا رهيبة. نوستالجيا لزمن فات، ولتركيبة مجتمعية ولت ودبرت، أو شىء ما أفدح من هذا وتلك.

قبل أيام، أخضعت نفسى لتجربة معملية خزعبلية. شاهدت مقطعا يجرى فى قاعة محكمة فى فيلم «النائب العام» على «يوتيوب» ثم تبعته ببضعة مشاهد مصورة بهواتف محمولة من داخل قاعات محكمة لقضايا تشغل الرأى العام فى مصر حاليا. التجربة أشبه بما يتعرض له جسم الإنسان إذا دخل حين ينتقل من غرفة ساونا إلى دش شديد البرودة.

شاهدت خناقة بأقبح الألفاظ وأفدح الاتهامات بين والدة مجنى عليها والمتهم بقتلها، ومواجهة كلامية رهيبة بين أهل مجنى عليها وقاتلها، ومحام يهتف بأعلى الصوت لقاتل يخبره بأنه على حق، وغيرها كثير. وقرأت ضمن الأخبار خبراً منشوراً فى مواقع إخبارية على سبيل الإخبار وليس التعجب عن ست شابات بنات عمومة ضربن بعضهن البعض داخل قاعة محكمة بالأحذية. وذكر الخبر على سبيل الإخبار أيضاً أن الشابات يحملن درجات الليسانس فى اللغة العربية والشريعة الإسلامية والدبلوم التجارى... إلخ.

والسؤال- أو بالأحرى الأسئلة- التى يجب أن نطرحها على أنفسنا كثيرة. لكن أبرز الأسئلة تتعلق بالهم الأكبر والشغل الشاغل ألا وهى معركتنا الكبرى التى لم تحسم بعد، وربما لم نبدأ فى خوضها بعد، ألا وهى معركة بناء وعى الإنسان المصرى. نحن لا نطالب بأن يأكل الجميع الأرز بالشوكة، أو يتم تقشير الموز بالسكين. نحن نأمل فى نظره ثاقبة تصحبها تحركات عاجلة لإعادة بناء الوعى المغدور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعى المغدور الوعى المغدور



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon