توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بال المصريين

  مصر اليوم -

بال المصريين

بقلم - أمينة خيري

ما الذى يشغل المصريون؟ بالطبع ما «يفرضه» الإعلام «التقليدى»، لا سيما شاشات التليفزيون، أمر من السحر. هو «زن على الودان» كما يقولون فى المثل الشعبى. برامج التوك شو لها باع طويل فى تحديد خط سير نقاشات المصريين فى صباح اليوم التالى. وسواء كان الحدث أو الخبر أو الموضوع المهيمن على البرامج فستان ممثلة أو غرق مركب أو فتيات قدمن محتوى على «تيك توك» أو سد النهضة أو مباراة كرة قدم أو الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو محمد صلاح أو ابن شخص مهم لكن منفلت لم ير تربية أو تنشئة أو محمد رمضان أو غير ذلك، اعتدنا أن تحدد لنا برامج الـ«توك شو» القضية التى نهرس فيها ونهرى حولها ونهبد ونزرع فيها لحين موعد الحلقة المقبلة. وهذه النوعية من القضايا والأحداث أشبه بالمنهج الإجبارى لا اختيار فيه.

أو بمعنى آخر هذا التحديد لما يشغل البال ويملأ ساحات الكلام أمر مفهوم ودور معلوم لكل وسائل الإعلام فى جميع أنحاء العالم، وإن كان ذلك بطرق مختلفة ولأهداف متفاوتة. لكن ما يعنينى أكثر هو ما الذى يشغل بال المصريين فى حال انقطعت عنهم وسائل الإعلام المحلى منها والدولى؟ بالطبع اهتمامات البشر الأولية هى المأكل والمشرب والملبس. لكن ماذا يشغل بالنا بعد الاحتياجات الأولية؟ بالوضع الراهن وفى ضوء الأحوال السائدة، أتوقع أن يكون الجنس والدين، والدين والجنس، والجنس فى الدين، والدين فى الجنس، والدين بدون جنس، والجنس بدون دين مع قليل من كرة القدم وبعض من شكوى متطلبات الحياة هى أكثر الموضوعات التى تشغل البال. المؤكد أن هناك فئة أو فئات ربما تهتم بقضايا فكرية أخرى أكثر تنوعاً، لكن واقع الحال من حولنا يؤكد أن هذا هو ما يشغل بال أغلبنا. صحيح أن مثل هذه المسائل تحتاج استطلاعات رأى وبحوث رأى عام وسبل قياس وغيرها من القياسات العلمية، لكن هذا غير متوفر حالياً. المتوفر حالياً هو رؤى العين. والسؤال الآن هو: ما الذى حصر اهتماماتنا فى قضيتين لا ثالث لهما إلا الهوامش؟! وهل هما بالفعل قضيتان؟ أم أنهما قضية واحدة ذات وجهين؟ أغلب الظن أيضاً أن كليهما وجه للآخر. نحن شعب نميل إلى شكل من أشكال التدين؟ نعم! لكن هذا الشكل تغير كثيراً فى النصف قرن الأخير من كونه التدين الفطرى حيث حب العبد للخالق ولمن حوله من البشر، إلى شكل هجين مستورد يغلب عليه الشكل الزاعق والمحتوى الضعيف المتناقض. ما علاقة الجنس إذن؟ حتى تجمل هذا الشكل من التدين، عليك أن تخفف من حدته وقسوته، وحبذا لو تدغدغ بعضاً من مشاعر عملت على جمودها وقسوتها. لذلك تم تقديم الجنس عبر الإغراق فيه من باب الحلال والحرام، حتى هيمن الدين والجنس على الأدمغة. والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بال المصريين بال المصريين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon