توقيت القاهرة المحلي 09:24:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرمان شديدة الفتك

  مصر اليوم -

كرمان شديدة الفتك

بقلم : آمينة خيري


صدق من قال إن النصر فى الألفية الثالثة حليف من آمن وعمل واجتهد على حلبة الإعلام. وخاب من ظن أنه ما زال قادراً على التمسك بتلابيب الحروب التقليدية رغم دخول العالم بكلتا قدميه عصر الثورة الرقمية المعلوماتية شديدة التعقيد والشراسة.

شراسة عبارة «حروب الجيل الرابع» لا تكمن فى محتواها، ولكن فى تحولها على أيادى البعض إلى مادة للسخرية ووسيلة للتفكه. هذه الحرب الدائرة رحاها منذ ما لا يقل عن عقدين كاملين حرب غير متكافئة. من ابتدعها واعتنقها يمضى قدماً فى طريقه معمماً إياها على دول الكوكب منذ سنوات، لكننا هنا على هذا الجانب من الكوكب مازلنا نحاول فك لوغاريتمها حيناً وننكر وجودها حيناً ونهرب منها للارتماء فى أحضان الجهالة والخرافة أحياناً. لكن أحياناً تجرى أحداث تدفعنا لانتشال أنفسنا بعيداً عن أفيوننا المتمثل فى الخرافة مؤقتاً لنتفكر قليلاً.

خذ عندك مثلاً الزوبعة التى دارت رحاها على مدار سنتين واتهامات موجهة لـ«فيسبوك» بالتأثير على نتيجة الانتخابات الأمريكية التى أتت بدونالد ترامب رئيساً. وخذ عندك أيضاً ما أثير حول أثر «فيسبوك» أيضاً على «بريكست» فى بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوروبى عبر تسريب بيانات المستخدمين. وخذ عندك حرب الحسابات المزيفة على «فيسبوك» والتأكد من أن حكومات وميليشيات إلكترونية تقف وراء عدد كبير منها. وخذ عندك كذلك خبر تعيين السيدة توكل كرمان ضمن مجلس الحكماء الذى تم تأسيسه من قبل «فيسبوك» لـ«الإشراف» على المحتوى.

مراجعة بسيطة يقوم بها طالب إعدادى عبر «جوجل» ستسفر عن تأكيد بالحجة والبرهان أن السيدة توكل ذات توجهات سياسية إخوانية، وأنها تعتنق فكراً (وربما مصلحة) تجعلها تميل بشدة للدول الداعمة للإسلام السياسى، وأنها تعادى فى السر والعلن الدول التى تقف على الجبهة الرافضة لهيمنة الإسلام السياسى، وأنها لا تبخل بجهد فى مهاجمة ومعاداة وتشويه الدول والأنظمة والتيارات الرافضة لانتماءاتها السياسية.

وسيخبرنا طالب الإعدادى أن السيدة توكل تجوب أرجاء المعمورة، والجانب الأكبر من مهمتها هو تشويه أنظمة دول وقياداتها واختيارات شعوبها. والسيدة توكل تفعل ذلك على مدار السنوات السبع الماضية بشكل بالغ الذكاء. فهى تصطاد فى مياه حقوق الإنسان التى تعكرها بتوجهاتها الإخوانية وتغلفها فى إطار يفهمه الغرب، ويستقبلها باعتبارها أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل، وداعمة التغيير والربيع فى الدول العربية إلى آخر القائمة التى تبيع ولا تخسر على الجانب الآخر من الكوكب.

لكن للعلم والإحاطة، فإن الجانب الآخر من الكوكب هو أيضاً الذى أخبرنا قبل سنوات طويلة أنه تقرر نقل أرض المعركة من حلبات القتال بالدبابات والطائرات إلى الأثير. ويخبرنا الغرب أن الحرب «الجديدة» تعتمد على عمليات غير متكافئة، وصدامات فلسفية وأيديولوجية بين المقاتلين، وتجاوز الأهداف والقوى العسكرية المناوئة والهجوم مباشرة على الأهداف الثقافية والسياسية والأيديولوجية. إنها أسلحة الجيل الرابع شديدة الفتك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرمان شديدة الفتك كرمان شديدة الفتك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon