توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرمان شديدة الفتك

  مصر اليوم -

كرمان شديدة الفتك

بقلم : آمينة خيري


صدق من قال إن النصر فى الألفية الثالثة حليف من آمن وعمل واجتهد على حلبة الإعلام. وخاب من ظن أنه ما زال قادراً على التمسك بتلابيب الحروب التقليدية رغم دخول العالم بكلتا قدميه عصر الثورة الرقمية المعلوماتية شديدة التعقيد والشراسة.

شراسة عبارة «حروب الجيل الرابع» لا تكمن فى محتواها، ولكن فى تحولها على أيادى البعض إلى مادة للسخرية ووسيلة للتفكه. هذه الحرب الدائرة رحاها منذ ما لا يقل عن عقدين كاملين حرب غير متكافئة. من ابتدعها واعتنقها يمضى قدماً فى طريقه معمماً إياها على دول الكوكب منذ سنوات، لكننا هنا على هذا الجانب من الكوكب مازلنا نحاول فك لوغاريتمها حيناً وننكر وجودها حيناً ونهرب منها للارتماء فى أحضان الجهالة والخرافة أحياناً. لكن أحياناً تجرى أحداث تدفعنا لانتشال أنفسنا بعيداً عن أفيوننا المتمثل فى الخرافة مؤقتاً لنتفكر قليلاً.

خذ عندك مثلاً الزوبعة التى دارت رحاها على مدار سنتين واتهامات موجهة لـ«فيسبوك» بالتأثير على نتيجة الانتخابات الأمريكية التى أتت بدونالد ترامب رئيساً. وخذ عندك أيضاً ما أثير حول أثر «فيسبوك» أيضاً على «بريكست» فى بريطانيا وخروجها من الاتحاد الأوروبى عبر تسريب بيانات المستخدمين. وخذ عندك حرب الحسابات المزيفة على «فيسبوك» والتأكد من أن حكومات وميليشيات إلكترونية تقف وراء عدد كبير منها. وخذ عندك كذلك خبر تعيين السيدة توكل كرمان ضمن مجلس الحكماء الذى تم تأسيسه من قبل «فيسبوك» لـ«الإشراف» على المحتوى.

مراجعة بسيطة يقوم بها طالب إعدادى عبر «جوجل» ستسفر عن تأكيد بالحجة والبرهان أن السيدة توكل ذات توجهات سياسية إخوانية، وأنها تعتنق فكراً (وربما مصلحة) تجعلها تميل بشدة للدول الداعمة للإسلام السياسى، وأنها تعادى فى السر والعلن الدول التى تقف على الجبهة الرافضة لهيمنة الإسلام السياسى، وأنها لا تبخل بجهد فى مهاجمة ومعاداة وتشويه الدول والأنظمة والتيارات الرافضة لانتماءاتها السياسية.

وسيخبرنا طالب الإعدادى أن السيدة توكل تجوب أرجاء المعمورة، والجانب الأكبر من مهمتها هو تشويه أنظمة دول وقياداتها واختيارات شعوبها. والسيدة توكل تفعل ذلك على مدار السنوات السبع الماضية بشكل بالغ الذكاء. فهى تصطاد فى مياه حقوق الإنسان التى تعكرها بتوجهاتها الإخوانية وتغلفها فى إطار يفهمه الغرب، ويستقبلها باعتبارها أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل، وداعمة التغيير والربيع فى الدول العربية إلى آخر القائمة التى تبيع ولا تخسر على الجانب الآخر من الكوكب.

لكن للعلم والإحاطة، فإن الجانب الآخر من الكوكب هو أيضاً الذى أخبرنا قبل سنوات طويلة أنه تقرر نقل أرض المعركة من حلبات القتال بالدبابات والطائرات إلى الأثير. ويخبرنا الغرب أن الحرب «الجديدة» تعتمد على عمليات غير متكافئة، وصدامات فلسفية وأيديولوجية بين المقاتلين، وتجاوز الأهداف والقوى العسكرية المناوئة والهجوم مباشرة على الأهداف الثقافية والسياسية والأيديولوجية. إنها أسلحة الجيل الرابع شديدة الفتك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرمان شديدة الفتك كرمان شديدة الفتك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon