توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجماعات الإسلامية «المحبوبة»

  مصر اليوم -

الجماعات الإسلامية «المحبوبة»

بقلم : أمينة خيري

هذه الأيام تعود الشقيقة تونس إلى تصدر العديد من الأخبار. وهو تصدر محسوب ومخطط وممنهج. أخبار وتقارير وتحليلات عدة تملأ صفحات ومواقع وبرامج خبرية أمريكية وبريطانية. هذه السطور الواردة مثلاً فى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: فى منطقة حيث الحكومات الديكتاتورية سحقت الحركات والجماعات الإسلامية «المحبوبة»، طورت حركة النهضة نفسها لتصبح خليطاً من الإسلام والديمقراطية. وبقيت النهضة فى تونس على مدى العقد الذى تلى الربيع العربى الحركة السياسية الأقوى والأكثر تأثيراً. لكن، وبسبب الأزمات السياسية والاقتصادية، بدأت النهضة تعانى انخفاضاً فى شعبيتها بحسب ما تظهر قياسات الرأى. ويرى راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسى أن حركته نموذج يحتذى حيث المزج بين الإسلام والسياسة الحديثة. وهو يعتبر هذا المزج الناجح الوسيلة الأفضل لمناهضة كل أشكال التطرف الدينى والعلمانى. ويؤكد الغنوشى أن خبرة الحركة مقارنة بدول أخرى فى المنطقة قامت بسحق التيارات الإسلامية تؤهلها لتكون نموذجا يحتذى فى التحول الديمقراطى. وهو يأمل أن يمد له الرئيس بايدن طوق النجاة.

وفى الوقت نفسه، نطالع خبراً على «بى بى سى» عنوانه «تونس الحرة» الديمقراطية الوحيدة فى العالم العربى. الخبر يرتكز على التقرير السنوى «فريدوم هاوس» الأمريكية والذى يحوى تقييماً لحالة الديمقراطية فى الدول بناء على عدد من المؤشرات. وعلى الرغم من أن غالبية الموضوع يتعلق بالهند و«سقوطها» خارج قائمة الدول الديمقراطية واستعراض أمثلة لبقية الدول التى ضعفت ديمقراطيتها، بما فيها الولايات المتحدة نفسها، إلا أن العنوان المؤثر يركز على تونس «الحرة» «الديمقراطية». وعلى الرغم من الإشارة إلى «الفساد المستشرى والتحديات الاقتصادية والتهديدات الأمنية واستمرار القضايا العالقة الخاصة بالمساواة بين الجنسين والعدالة الانتقالية، إلا أن تونس تبقى الدولة العربية الوحيدة فى تصنيف «دولة حرة».

وأود الإشارة هنا إلى أن العديد من المنصات الإعلامية الغربية تشير إلى الغنوشى باعتباره «قريباً من الإخوان» وليس كادراً محنكاً من النوع المفتخر. فى الوقت نفسه، وباستثناء الإسلاميين وأبناء عمومهم فى تونس، فإن ما يجرى هناك شديد الشبه بما جرى فى مصر. الإسلاميون ينظمون التظاهرات الداعمة للحركة كنوع من الترهيب واستعراض القوة وإظهار العين الحمراء. ومنصات الإعلام التى تحظى بسمعة مهنية حيث الدفاع عن الديمقراطية والإسلام السياسى الوسطى الجميل والحركات الدينية «المحبوبة» تعد صدراً حنوناً وقلباً عطوفاً وظهراً حامياً ومروجاً لهذه الجماعات شديدة الديمقراطية الغارقة فى السلمية التى تختارها الشعوب إلى آخر أوركسترا الربيع العربى الفلهارمونى. غاية القول إن المواجهة بين محاولات جذب المنطقة- ومصر فى القلب- نحو حضيض الإسلام السياسى وبين جهود الإنقاذ لم تنته. ويمكن القول إن فصلاً جديداً يبدأ. والمواجهة لن تحسم أمنياً فقط، وإن حسمت أمنياً فهو حسم مؤقت. المواجهة تحتاج تنويراً وتثقيفاً وتخليصا لمفاصل الدول من عقارب الإسلاميين السامة تخليصاً بائناً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعات الإسلامية «المحبوبة» الجماعات الإسلامية «المحبوبة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon