توقيت القاهرة المحلي 14:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موظف الحكومة وطق الحنك

  مصر اليوم -

موظف الحكومة وطق الحنك

بقلم : أمينة خيري

قادنى «الحظ» إلى التردد على عدد من المكاتب الحكومية لإنهاء بعض الأوراق، قبل أيام. وكان «الحظ» قد حال بينى وبين مثل هذه المهام منذ ما يزيد على العامين. وبينما أخطو خطواتى الأولى إلى داخل العمارة المخصصة شققها لهذه المصلحة الحيوية، شممت رائحة أعرفها جيدًا. ظننت فى البداية أنها رائحة أوراق الأرشيف، أو ربما تكون حبر الأختام، لكن بعد الدرجات الأولى التى صعدتها تأكدت أن الرائحة هى زيت القلية وشطة التقلية. كذّبت نفسى، وأقنعتها بأن هذا ربما ناجم عن ساعة الصباح، التى تعنى بالضرورة إفطارًا والذى منه، وأن معدتى الخاوية ربما تنبهنى إلى ضرورة التفويل. دخلت أول مكتب، حيث بداية الدورة الحياتية لشرح الحالة ومعرفة الخطوات المنصوص عليها لإنجاز المهمة. رغم مساحة الغرفة الضيقة جدًا، فإنها بسم الله ما شاء الله مُكدّسة بمكاتب متهالكة متلاصقة على هيئة حرف U، ووراء المكاتب أربعة موظفين وشاشة كمبيوتر. «صباح الخير» قوبلت بصمت تام. «سلامو عليكو» كان نصيبها أفضل قليلًا. نظرات قصيرة حادة من الموظفين الأربعة، بعضها ازدراء والبعض الآخر قرف مشوب بالاستنكار ولا تخلو من استنفار. ولما لم تلقَ «سلامو عليكو» هى الأخرى لديهم ما يدعو إلى الرد، فقد بدأت أشرح سبب قدومى و.. وقبل أن أكمل، رمقنى أحدهم بنظرة بألف كلمة وعبارة: «إنتى البعيدة مش شايفة إنك جاية فى وقت مش مناسب؟!». دفعتنى النظرة إلى عمل مسح شامل للمكاتب، لأجد أطباق «ستانليس ستيل» مرصوصة هى الأخرى على هيئة حرف U، طعمية مقلية، فول بالتقلية، حلقات بصل، باذنجان مخلل، خبز بلدى، ويبدو أننى أطلت النظر وأضعت وقت المصلحة لدرجة أن أحدهم اضطر إلى أن يخبرنى بعبارة توبيخية: «يعنى لو ممكن لو مايضايقكيش تنتظرى برة شوية لغاية ما نفطر، ولا مانفطرش يعنى؟!».

هذه كانت البداية المستمرة حتى يومنا هذا فى مشاوير ذهاب وإياب، وانتظار نتيجة الاستعلام فى أمور ميتة إكلينيكيًا، «لكن القانون بيقول كده»، وبحث وتنقيب فى دفاتر الأرشيف، وما أدراكم ما الأرشيف، إلى آخر المنظومة التى يعلمها الجميع حتمًا. أعلم تمامًا أن ملايين المواطنين يضطرهم الحظ السيئ العاثر إلى ارتياد مكاتب ومصالح حكومية بصفة يومية. وأعلم تمامًا أن ما أعايشه هذه الأيام من «رزالة» موظف هنا أو رفض آخر إنجاز ما يتوجب عليه إنجازه لمجرد ان «مالوش مزاج» أو لأن «مرتبه ملاليم» أو لأن الموروث البيروقراطى المصرى يحُول دون الإنجاز بسلاسة ويسر، أو تعنت ثالث يلعب دور «أمير الانتقام»، فـ«يفش غل متراكم» بسبب الدروس الخصوصية، «فيزيتا» الدكتور، والممرضة التى لا تنجز عملها إلا بالبقشيش، واشتعال فواتير الكهرباء والماء والغاز و«المحمول» والجبنة الرومى واللحمة والفراخ.. إلخ. أعلم أن ما أكتبه قُتِل بحثًا، ثم مات البحث بعد صراع مرير مع الواقع. لكن «آدينا بنطق حنك»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موظف الحكومة وطق الحنك موظف الحكومة وطق الحنك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon