توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة

  مصر اليوم -

انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة

بقلم : أمينة خيري

لماذا لا تنتفض «جروبات الماميز» على «واتس آب» و«فيسبوك» لتصحح المسارات المعوجة كعادتها وتدلو بدلوها القيّم فى كل كبيرة وصغيرة، خاصة بالعملية التعليمية لأبنائهن وبناتهن؟ لقد عودتنا هذه الجروبات الحيوية المنتفضة الثائرة دائمًا وأبدًا على أن تكون صوت الحق وضمير الأمة وعقل المنظومة، فلماذا لا نسمع لحراكها صوتًا أو نلحظ لزخمها أثرًا فيما يختص بعروض إعداد وبيع الأبحاث المطلوبة من الأبناء والبنات؟ وحتى فى تلك العروض التى يقدم فيها «أهل الخير والبر» من المحسوبين على العملية التعليمية عرضًا سخيًا ألا وهو إعدادها صدقة جارية أو زكاة عن صحتهم الغالية ربما لكسب زبون ما بعد «كورونا»؟!

هل مهمة «الماميز» فقط هى تحديد الفصول التى يذكرها الأبناء وتلك التى يمرون عليها مرور الكرام، وإشعال الثورات ضد منظومات تشكيل فكر الأبناء عبر تبديل الحفظ والتلقين بالبحث والتفكير، لأن «إللى نعرفه أحسن من إللى مانعرفوش»؟ وهل مهامهم الرئيسية كانت تقتصر فقط على إشعال التريند وتوليع الأثير العنكبوتى، حيث نصبن أنفسهن خبيرات مناهج وامتحانات وتقويم وأنشطة ورياضة واحتياجات خاصة وكل شىء وأى شىء؟

أين «جروبات الماميز» من المهزلة الأخلاقية والسلوكية والتربوية الدائرة رحاها فى عروض إعداد الأبحاث؟ لماذا لا ينتفضن؟ ولماذا لا ينعتن هذه العروض بما تستحقه من نعوت تتراوح بين انعدام الضمير والسرقة والاحتيال والنفاق؟ وأين وازعهن الدينى فيما يتعلق بالكذب وتربية الأبناء على قبول سرقة جهود الآخرين واعتبارها حقًا لهم؟ وأين احتقانهن الثورى، ولماذا لا يوجهنه صوب «المحسوبين على العملية التعليمية» لتلقينهم درسًا فى أصول التربية التى يفترض أنها فى قلب العملية التعليمية؟

المؤكد أن فى هذه «الجروبات» من تعتريه مشاعر رفض أو قرف أو اشمئزاز من مجرد طرح فكرة بيع أو التبرع بالأبحاث للطلاب، لكن لماذا لا تصدح هذه الأصوات فى سماء مواقع التواصل الاجتماعى كما عودتنا لتقلب الأثير رأسًا على عقب؟ ألم يفكر هؤلاء فى الرسالة التربوية أو الأخلاقية الفجة التى نرسلها للأبناء حين يعرض الـ«ميستر» أن يكتب البحث نيابة عن الصغير فى مقابل مادى أو بالمجان؟ دعنا من قيمة التعلم المنتهكة، ومفهوم نسب العمل الذى قام به أحدهم لآخر وتحوله إلى أمر اعتيادى، أليس هناك مجال لنسأل أنفسنا السؤال الأزلى الذى نرفض مواجهته دون رياء، ألا وهو: «لماذا نرسل أبناءنا وبناتنا إلى المدارس؟ هل لأن الجميع يرسل الأبناء إلى المدارس؟ هل لأنها وجاهة اجتماعية؟ هل للحصول على ورقة تفيد ذلك؟

أظن أن أولئك الذين يمتلكون شجاعة الرد فقط سيعرفون أن شراء أو قبول البحث المعد مسبقًا يعنى أننا نضحك على أنفسنا. فكرة التعلم فى حد ذاتها والغرض منها شبه غائبة، والله أعلم. يا «جروبات الماميز»: انتفضن ضد السرقة والاحتيال وتربية أبنائكن وبناتكن على قلة الضمير وانعدام التعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon