توقيت القاهرة المحلي 18:40:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدعوة للإسلام في «ليستر سكوير»

  مصر اليوم -

الدعوة للإسلام في «ليستر سكوير»

بقلم : أمينة خيري

«ليستر سكوير»، أحد أشهر أحياء لندن السياحية التقليدية، معالمه تنضح بالسياحة التجارية، وملامحه قلما تتغير رغم تغيرات تطرأ بين الحين والآخر على مطاعمه ومحاله. تاريخه الذى يعود إلى عام 1670 يجعله مختلف المذاق. فى بداياته فى القرن الـ17 كان منطقة سكنية، لكن تبدل ملمحه السكنى فى أواخر القرن الـ18 ليكتسب طابعًا فنيًا وترفيهيًا تطور عبر العقود.

يحظى «ليستر سكوير» والمنطقة المحيطة بالنسبة الأكبر من عوامل الجذب الفنى والترفيهى فى لندن من دور سينما ومسرح ومعارض ونواد ليلية ومطاعم ومقاه.

وعلى مدار عقود، اكتسب «ليستر سكوير» سمة أخرى بالغة الحيوية وهى عروض الشارع من غناء ورقص وألعاب سحرية، حيث يقدم الهواة فنونهم دون مقابل مع إمكانية المساهمة لمن يرغب بعملات معدنية ضئيلة كنوع من التشجيع والدعم. ويتحول «ليستر سكوير» إلى كتلة حيوية تنضح بالغناء والضحك والموسيقى والبهجة. يختلط البعض من سكان المدينة بآلاف السياح القادمين من كل صوب فى أجواء لا يفلح فى النيل منها برد الشتاء القارس أو أمطار الجزيرة البريطانية أو تقلبات طقسها الحادة المعروفة. وتصل هذه الأجواء لأوجها مساء يوم الجمعة حيث بداية عطلة نهاية الأسبوع.

وفى خضم هذه الأجواء، وتواتر عارضى الشارع وفنانيه تختار مجموعة من الشباب والرجال الملتحين التمركز فى قلب المكان للدعوة إلى الإسلام. ولمن لا يعرف لندن، يمكن للجميع أن يدعو لكل شىء وأى شىء، طالما التزم بالقواعد المعمول بها قانونا. تجد أتباع «هارى كريشنا» بملابسهم الغريبة وأطفالهم ينشدون أغانى دينية فى شارع أوكسفورد الحيوى، وأنصار «كنيسة الخلاص» يطالبون العالم بالتوقف عن القتل فورًا لنجاة الكوكب، وعابدى الأشجار يوزعون مطويات يدعون فيها لتقديس النباتات وغيرهم الكثير. لكن اختيار الزمان والمكان والمحتوى مهم. فبغض النظر عن أهمية المحتوى المدعو له أو هزله أو جدليته، يمتزج أغلب الدعاة فى الأجواء المحيطة. فلا تجد مثلاً من يدعو للانضمام إلى حركة «برودوروف» المسيحية غريبة الأطوار على أبواب مسرح، أو داعيًا لإنهاء استخدام البلاستيك وإنقاذ العالم فى مدخل مطعم خمس نجوم، وهلم جرا. يبدو أن هؤلاء أيقنوا أن جزءًا من عدم نفور الناس منهم هو اختيار الوقت والمكان المناسبين.

مجموعة الرجال والشباب الملتحين المتمركزين فى قلب «ليستر سكوير» يوزعون نسخًا مترجمة من القرآن الكريم. وهذا جيد. لكن ما هو ليس جيدا هو نوعية الأحاديث التى تدور ضمن محاولاتهم الترويجية لجذب السياح ورواد المكان عن عذاب القبر وحجاب المرأة ومنزلة النقاب السامية والعذاب الذى ينتظر كل تارك للإسلام وساه عن تعاليمه وقيمه... إلخ.

ما أصاب ديننا على أيدى من جعلوه ظلامًا وعذابًا وإغراقًا فى الآخرة وانصرافًا عن الدنيا وعشقًا للموت والجنة وكراهية للحياة وما فيها ليس قليلاً، وهى إصابة عميقة ضربتنا فى مقتل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعوة للإسلام في «ليستر سكوير» الدعوة للإسلام في «ليستر سكوير»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon