توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسجد لكل مواطن

  مصر اليوم -

مسجد لكل مواطن

بقلم : أمينة خيري

هل لو قلنا إننا فى حاجة إلى ترشيد بناء دور العبادة، والتوسع أكثر فى بناء الحدائق العامة والمستشفيات والساحات الرياضية والمدارس، ومضمارات الدراجات الهوائية والأماكن المخصصة للمشى والمسارح- سيتهموننا بالكفر؟. وهل لو طالب أحدهم بأن تقتصر الدراسة فى الكليات التابعة للمؤسسات الدينية على العلوم الدينية، مع دمج مادة الأخلاق، والتوقف عن تدريس العلوم غير الدينية من طب وترجمة فيها، سيكون بذلك على قوائم الموعودين بنار جهنم؟. وهل لو نوه أحدهم بأن القنوات التلفزيونية المخصصة على مدار ساعات اليوم الـ24 لجمع تبرعات المؤمنين لبناء عشرة مساجد فى القرية الفلانية الواقعة تحت خط الفقر، أو لإنهاء صب السقف فى المسجد الفلانى فى القرية العلانية لأن أهلها لا يملكون قوت يومهم لإكمال عملية الصب، وغيرها من أنواع الضحك على الذقون بالذقون، ما هى إلا عمليات نصب واحتيال دون أدنى شك، سيصنف باعتباره كارهًا للدين ومعاديًا للمتدينين؟.

تقول لأحدهم: مش كان أولى نبنى نادى رياضى وثقافى يمارس فيه الشباب الرياضة، ويتلقون قدرًا من الثقافة سواء كانت أدبًا أو رسمًا أو اكتشاف مواهب وسماع موسيقى تنظف الآذان وتسمو بالروح، وحين يحين موعد الصلاة يصلون ويشكرون على الله على نعمة العقل والعلم والفن؟، فيرد عليك بكل ثقة: يعنى نبنى مساخر فن ودعارة ولا نبنى مساجد؟!. وقبل أشهر قليلة أخبرنا وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة أن «مصر أصبحت- ولله الحمد- بلد المائة ألف مئذنة وليس بلد الألف مئذنة، وبالتالى لا يمكن لأحد أن يشكك فى إيمان مصر وتدينها». وللعلم فإن جهود وزير الأوقاف فى محاولات تطهير الخطاب الدينى واضحة، وكذلك مقاومتها. ملف المساجد فيه شقان: الأول هو تعلق أبناء ومريدى وأتباع جماعة الإخوان بأى قشة قد تؤدى إلى استعادة الشعبية، وبالتالى وكعادتهم فهم يخبرون أتباعهم المغيبين ممن محوا عقولهم بأن الدولة تهدم المساجد وتحارب الدين وتقضى على المتدينين.

وهنا يبرز الشق الثانى ألا وهو مفهوم الدين الجديد لدى الكثيرين، حيث كلما زاد عدد المساجد تأكد الإيمان وثبت، وطالما صلى أحدهم فهو حتمًا مؤمن ومتدين، وكلما زادت أعداد مكبرات الصوت تغلغلت حلاوة الإيمان أكثر فى قلوب الملايين، وكلما تداخلت رنات الهواتف المحمولة بأصوات الأدعية والآذان ارتعب الكافرون وارتعد أعداء الدين. نظرة موضوعية على مصرنا العزيزة تشير إلى أن عدد المساجد زاد زيادة كبيرة ولله الحمد. مليارات تم إنفاقها على البناء والترميم ناهيك عن بناء الجديد والكبير فى كل مكان. وهذا إنجاز عظيم. لكن الإنجاز لن يكتمل إلا باكتمال المواطن. فلا يعقل أن يكون لدينا هذا العدد العظيم من دور العبادة، ورغم ذلك نئن من وطأة التحرش والتنمر وقلة الضمير والنظافة واحترام حقوق الغير. حتى لو أصبح لدينا مسجد لكل مواطن نحتاج لما هو أكثر من ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسجد لكل مواطن مسجد لكل مواطن



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon