توقيت القاهرة المحلي 19:32:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية

  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية

بقلم : أمينة خيري

«كارثة أخلاقية» بكل معانى الكلمتين. لا، ليس فستان ممثلة، أو «تورتة» سيدات، أو حتى «تيك توك» لفتيات. كما أنه ليس مسلسلاً خدش حياء الشعب وهز أوصال الأسرة المصرية لأنه قدم نماذج فكرية وقيمية موجودة حولنا وبيننا لكننا نفضل أن «نعمل نفسنا مش شايفينها». الكارثة الأخلاقية المقصودة هى تلك المتعلقة بالفيروس الذى ضرب الكوكب. إنه الفيروس الذى ضرب بلاد المؤمنين وغير المؤمنين، بلاد البيض والسود. إنه الفيروس الذى لا يفرق بين امرأة ستدخل النار حتماً لأنها لا تتبع مقاييس الأيزو التى فٌرِضت فى سبعينيات القرن الماضى، ورجل سيلحق بها لأنه سنياً وليس شيعياً، أو هندوسياً وليس بوذياً، أو مسلماً سادة بدون التحابيش والسلاطات. الكارثة الأخلاقية المتعلقة بوباء كوفيد- 19 لا تصول فى محتويات اللقاح وهل يحتوى مشتقات الخنزير أم لا، أو تجول فى هل يجوز تلقى لقاح ابتكره غير المسلمين أم أن للضرورة أحكاما؟! وليس هناك أحكام أدق أو أفضل من الأرقام. 94 مليونا و124 ألفا و612 إصابة، ومليونان، و34 ألفاً و527 وفاة مؤكدة بفعل الفيروس اللعين فى 223 دولة ومنطقة فى الكوكب، يقابلها 39 مليون جرعة من اللقاحات وصلت بالفعل لـ49 دولة غنية. بل إن أحدى الدول الفقيرة لم تحصل إلا على 25 جرعة فقط لا غير. إنها «كارثة أخلاقية» حقيقية، أو كما قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن «العالم مهدد بفشل أخلاقى كارثى».

الفشل الأخلاقى الكارثى يتمثل فى حصول من يملك المال والعلاقات والسلطة على ما يحتاج من لقاحات فى المقدمة. ويتمثل فى أن يحصل شباب أصحاء فى دول غنية على اللقاح قبل أن تحصل عليه طواقم طبية تعمل على خط نار الفيروس ومسنون وأصحاب أمراض مزمنة فى دول أقل ثراء. ويتمثل فى خروج الدول الغنية على القواعد التى أرستها منظمة الصحة العالمية فى برنامج «كوفاكس» الذى انضمت له 180 دولة. هذه القواعد تعمل على توزيع اللقاح بشكل عادل فى العالم. لكن من قال إن العالم- بما فيه رافعو رايات الحقوق والمساواة- سيلتزم بقواعد أخلاقية مثالية حين يصل الأمر إلى درجة «قاتل أو مقتول»؟! القيم العليا والمثل الرفيعة تقول إن على البشر أن يهموا إلى إنقاذ بعضهم البعض. والقيم العلمية والمثل الطبية تقول إن تحصين البعض وترك البعض الآخر دون حماية يعرض الجميع للخطر. لكننا فى ظرف صحى تاريخى غير مسبوق. كما أنه لا توجد آلية لـ«محاسبة» أو «معاقبة» الدول التى هرعت إلى إبرام صفقات ثنائية مع شركات الأدوية على حساب الدول الفقيرة. الواقع يقول إن أقصى ما يمكن أن نعمله هو أن نندد ونشجب بأقوى العبارات والألفاظ، أو أن نغرق فى التورتة الجنسية والفستان الفاضح والجائز وغير الجائز فى نكاح العجائز. أو ربما ننتظر لقاحاً مصرياً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة أخلاقية كارثة أخلاقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon