توقيت القاهرة المحلي 16:26:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية

  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية

بقلم : أمينة خيري

«كارثة أخلاقية» بكل معانى الكلمتين. لا، ليس فستان ممثلة، أو «تورتة» سيدات، أو حتى «تيك توك» لفتيات. كما أنه ليس مسلسلاً خدش حياء الشعب وهز أوصال الأسرة المصرية لأنه قدم نماذج فكرية وقيمية موجودة حولنا وبيننا لكننا نفضل أن «نعمل نفسنا مش شايفينها». الكارثة الأخلاقية المقصودة هى تلك المتعلقة بالفيروس الذى ضرب الكوكب. إنه الفيروس الذى ضرب بلاد المؤمنين وغير المؤمنين، بلاد البيض والسود. إنه الفيروس الذى لا يفرق بين امرأة ستدخل النار حتماً لأنها لا تتبع مقاييس الأيزو التى فٌرِضت فى سبعينيات القرن الماضى، ورجل سيلحق بها لأنه سنياً وليس شيعياً، أو هندوسياً وليس بوذياً، أو مسلماً سادة بدون التحابيش والسلاطات. الكارثة الأخلاقية المتعلقة بوباء كوفيد- 19 لا تصول فى محتويات اللقاح وهل يحتوى مشتقات الخنزير أم لا، أو تجول فى هل يجوز تلقى لقاح ابتكره غير المسلمين أم أن للضرورة أحكاما؟! وليس هناك أحكام أدق أو أفضل من الأرقام. 94 مليونا و124 ألفا و612 إصابة، ومليونان، و34 ألفاً و527 وفاة مؤكدة بفعل الفيروس اللعين فى 223 دولة ومنطقة فى الكوكب، يقابلها 39 مليون جرعة من اللقاحات وصلت بالفعل لـ49 دولة غنية. بل إن أحدى الدول الفقيرة لم تحصل إلا على 25 جرعة فقط لا غير. إنها «كارثة أخلاقية» حقيقية، أو كما قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن «العالم مهدد بفشل أخلاقى كارثى».

الفشل الأخلاقى الكارثى يتمثل فى حصول من يملك المال والعلاقات والسلطة على ما يحتاج من لقاحات فى المقدمة. ويتمثل فى أن يحصل شباب أصحاء فى دول غنية على اللقاح قبل أن تحصل عليه طواقم طبية تعمل على خط نار الفيروس ومسنون وأصحاب أمراض مزمنة فى دول أقل ثراء. ويتمثل فى خروج الدول الغنية على القواعد التى أرستها منظمة الصحة العالمية فى برنامج «كوفاكس» الذى انضمت له 180 دولة. هذه القواعد تعمل على توزيع اللقاح بشكل عادل فى العالم. لكن من قال إن العالم- بما فيه رافعو رايات الحقوق والمساواة- سيلتزم بقواعد أخلاقية مثالية حين يصل الأمر إلى درجة «قاتل أو مقتول»؟! القيم العليا والمثل الرفيعة تقول إن على البشر أن يهموا إلى إنقاذ بعضهم البعض. والقيم العلمية والمثل الطبية تقول إن تحصين البعض وترك البعض الآخر دون حماية يعرض الجميع للخطر. لكننا فى ظرف صحى تاريخى غير مسبوق. كما أنه لا توجد آلية لـ«محاسبة» أو «معاقبة» الدول التى هرعت إلى إبرام صفقات ثنائية مع شركات الأدوية على حساب الدول الفقيرة. الواقع يقول إن أقصى ما يمكن أن نعمله هو أن نندد ونشجب بأقوى العبارات والألفاظ، أو أن نغرق فى التورتة الجنسية والفستان الفاضح والجائز وغير الجائز فى نكاح العجائز. أو ربما ننتظر لقاحاً مصرياً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة أخلاقية كارثة أخلاقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon