توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية

  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية

بقلم : أمينة خيري

«كارثة أخلاقية» بكل معانى الكلمتين. لا، ليس فستان ممثلة، أو «تورتة» سيدات، أو حتى «تيك توك» لفتيات. كما أنه ليس مسلسلاً خدش حياء الشعب وهز أوصال الأسرة المصرية لأنه قدم نماذج فكرية وقيمية موجودة حولنا وبيننا لكننا نفضل أن «نعمل نفسنا مش شايفينها». الكارثة الأخلاقية المقصودة هى تلك المتعلقة بالفيروس الذى ضرب الكوكب. إنه الفيروس الذى ضرب بلاد المؤمنين وغير المؤمنين، بلاد البيض والسود. إنه الفيروس الذى لا يفرق بين امرأة ستدخل النار حتماً لأنها لا تتبع مقاييس الأيزو التى فٌرِضت فى سبعينيات القرن الماضى، ورجل سيلحق بها لأنه سنياً وليس شيعياً، أو هندوسياً وليس بوذياً، أو مسلماً سادة بدون التحابيش والسلاطات. الكارثة الأخلاقية المتعلقة بوباء كوفيد- 19 لا تصول فى محتويات اللقاح وهل يحتوى مشتقات الخنزير أم لا، أو تجول فى هل يجوز تلقى لقاح ابتكره غير المسلمين أم أن للضرورة أحكاما؟! وليس هناك أحكام أدق أو أفضل من الأرقام. 94 مليونا و124 ألفا و612 إصابة، ومليونان، و34 ألفاً و527 وفاة مؤكدة بفعل الفيروس اللعين فى 223 دولة ومنطقة فى الكوكب، يقابلها 39 مليون جرعة من اللقاحات وصلت بالفعل لـ49 دولة غنية. بل إن أحدى الدول الفقيرة لم تحصل إلا على 25 جرعة فقط لا غير. إنها «كارثة أخلاقية» حقيقية، أو كما قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن «العالم مهدد بفشل أخلاقى كارثى».

الفشل الأخلاقى الكارثى يتمثل فى حصول من يملك المال والعلاقات والسلطة على ما يحتاج من لقاحات فى المقدمة. ويتمثل فى أن يحصل شباب أصحاء فى دول غنية على اللقاح قبل أن تحصل عليه طواقم طبية تعمل على خط نار الفيروس ومسنون وأصحاب أمراض مزمنة فى دول أقل ثراء. ويتمثل فى خروج الدول الغنية على القواعد التى أرستها منظمة الصحة العالمية فى برنامج «كوفاكس» الذى انضمت له 180 دولة. هذه القواعد تعمل على توزيع اللقاح بشكل عادل فى العالم. لكن من قال إن العالم- بما فيه رافعو رايات الحقوق والمساواة- سيلتزم بقواعد أخلاقية مثالية حين يصل الأمر إلى درجة «قاتل أو مقتول»؟! القيم العليا والمثل الرفيعة تقول إن على البشر أن يهموا إلى إنقاذ بعضهم البعض. والقيم العلمية والمثل الطبية تقول إن تحصين البعض وترك البعض الآخر دون حماية يعرض الجميع للخطر. لكننا فى ظرف صحى تاريخى غير مسبوق. كما أنه لا توجد آلية لـ«محاسبة» أو «معاقبة» الدول التى هرعت إلى إبرام صفقات ثنائية مع شركات الأدوية على حساب الدول الفقيرة. الواقع يقول إن أقصى ما يمكن أن نعمله هو أن نندد ونشجب بأقوى العبارات والألفاظ، أو أن نغرق فى التورتة الجنسية والفستان الفاضح والجائز وغير الجائز فى نكاح العجائز. أو ربما ننتظر لقاحاً مصرياً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة أخلاقية كارثة أخلاقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon