توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان ماكيت المنطقة

  مصر اليوم -

لبنان ماكيت المنطقة

بقلم : أمينة خيري

قلوبنا مع لبنان، فنحن لا نملك سواها. قد ترسل الدولة مساعدات، لكن يظل الجميع- ربما بمن فيهم اللبنانيون أنفسهم- لا يملكون سوى تضامن القلوب والتضرع إلى السماء من أجل الغوث والنجاة. صحيح أن الشتاء العربى يضرب المنطقة بلا هوادة منذ ما يزيد على عقد، وصحيح أن الضرب تعود جذوره إلى سنوات وربما قرون طويلة مضت، وبعضه وارد الخارج والبعض الآخر صناعة محلية بخبرة إقليمية، لكن كل دولة من الدول العربية تحاول أن تنجو بنفسها بطريقتها. وحتى نتسم بقدر من الواقعية، فلا جامعة عربية ستجدى أو منظمة أممية ستسمن من تشرذم وتفتت وتحزب وتأسلم. لذلك فإن المساعدات الإغاثية الآنية لن تغير الوضع فى لبنان كثيراً. ستمر الكارثة كما مر غيرها، وسينهض اللبنانيون ليعاودوا نشاطهم اليومى لأن تمسكهم بالحياة والبقاء طالما كان وسيبقى قوياً وأبياً. لكن تبقى المعضلة اللبنانية المستعصية عصية على الحل أو حتى الحلحلة، لماذا؟ لأنها بالغة التعقيد والتشابك لدرجة تجعل فهمها أمراً شبه مستحيل. وأذكر أننى قبل سنوات طويلة سألت صديقتى اللبنانية العزيزة بيسان سؤالاً بريئاً لدرجة السذاجة مفاده أننى مازلت لا أفهم أسباب اندلاع الحرب الأهلية فى لبنان وعوامل بقائها مشتعلة لمدة 16 عاماً كاملة! لم تسهب بيسان فى شرح العوامل الطائفية والسياسية أو التأجيجات الخارجية أو المصالح الشخصية، بل قالت: لا أخفيك سراً أن أهل لبنان أنفسهم لا يعرفون الأسباب الحقيقية. بالطبع تم تأليف كتب ومجلدات عن الأسباب، لكن التشابك والتعقيد أكبر من أى محاولة للفهم. فى عام 1975 وقت اندلاع الحرب، كان تعداد لبنان 2.5 مليون نسمة، قضى منهم فى الحرب 120 ألفاً وهاجر نحو مليون! كل ما يمكن قوله عن الحرب الأهلية أن انتعاش الميليشيات ووهن الدولة وغلبة المصالح أججت الحرب وأبقت عليها مشتعلة. اليوم، ومع اتضاح الصورة كاملة واضحة دون رتوش، فإن ما يجرى فى المنطقة ليس مقاومة من أجل تحرير فلسطين، ولا هو جهاد من أجل غلبة دين، ولا هو صراع شعوب من أجل إعلاء الديمقراطية. صحيح أن جانباً مما يجرى يبدو كذلك، لكنه أبعد ما يكون عنه. فأحد لا يذكر كلمة فلسطين فى جملة مفيدة إلا حين تتخذ إسرائيل إجراء أو قراراً، نهبهب عقبه لبعض الوقت ثم نعود إلى سابق أشغالنا. حتى الإخوان وأقرانهم من دواعش وسلفيين وجماعات متأسلمة لم تبدأ بعد زحفها المقدس صوب القدس، بل جل زحفهم وكل جهادهم مُركّز فى بلاد المسلمين. فالمسلمون يقتلون المسلمين. حتى نظريات المؤامرة السخيفة اللزجة حول الغرب الذى لا شغلة أو مشغلة له إلا التآمر ضدنا لكسر شوكتنا المهيبة صارت مضحكة، لكنه ضحك كالبكاء، فلبنان ماكيت مصغر للمنطقة، وانفجار الماكيت يسرع من انفجار المنطقة. رحم الله الشهداء، وليس هناك المزيد من الكلام ليقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ماكيت المنطقة لبنان ماكيت المنطقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon