توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ..

  مصر اليوم -

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ

بقلم : أمينة خيري

تُفَّاحةٌ للبحر/ نرجسةٌ للرخام/ فراشةٌ حجريّةٌ/ بيروتُ شكلُ الروح فى المرآة/ وَصْفُ المرأة الأولى/ ورائحة الغمام/ بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ/ وأندلس وشام.. (محمود درويش)ليلة حزينة لم يغمض فى سوادها جفن حتى الصباح، بيروت ثكلى، بيروت باكيةً.. تنتحب.

وطُفْت بالهاتف أبحث عن الأصدقاء، وكلى خشية أن أفقد عزيزًا منهم فى (الانفجار الهيروشيمى)، الذى نُكبت به (الصبوحة)، التى تستحم فى ضوء القمر، فصارت (المنكوبة) متشحة بالسواد.

مَن ذا الذى يتقصد بيروت هكذا عقورًا يمسك بتلابيبها، مَن ذا الذى ينهش جسدها، ويخمش وجهها، ويستبيح حرمتها، ويُحيل صخب الحياة فيها مواتًا، بيروت تحمل سر الحياة، بيروت تمرض ولا تموت، بيروت دَلُّوعة العواصم العربية، الباسمة، الضاحكة، المُيمِّمة وجهها صوب البحر، تغتسل فى مياه «المتوسط» فى ضياء القمر بدرًا.

يا ويل بيروت من صنيع نفر ممسوس من أبنائها، يا حزن بيروت على صنيع مَن حُسبوا يومًا من أولادها، أولاد الحرام لا أستثنى منكم أحدًا، حرام عليكم ما تقترفونه خطايا فى حق بيروت الصابرة.

مَن لم يحط الرحال فى بيروت لم يحس بالألم وبات ليلته وليالى أُخَرَ محزونًا، ومَن لم يَجُلْ فى شوارعها ويأنس إلى أهلها لا يعرف قدر الحسرة التى بِتْنا عليها ونحن نرى بيروت تحترق مجددًا، وبحريق يجاوز فى لهيبه كل أهوال الحرب الأهلية، التى أثخنت بيروت بالجراح، التى لم تندمل حتى ساعته، مُخلِّفة مُحاصَصَة بغيضة كلفت لبنان الجريح الجلد والسقط.

نعم هناك أيادٍ قذرة فى الإناء اللبنانى، أيادٍ نجسة فخّخت جسد بيروت بالنترات، وأهل الحكم عنها غافلون، الكل يعلم ويتجاهل، ويعلم ويتعامى، ويعلم وينصرف إلى حال سبيله، تاركًا الجمل بما حمل لطغمة فاسدة أفسدت على اللبنانيين عيشهم، وأضَجَّت مضاجعهم، وكلّفتهم ما لا يطيقون من عذابات.

ويلكم، تبًا لكم، ماذا أنتم فاعلون؟! شباب لبنان مُعذَّب، شيوخه مُحيَّرون، نسوته محزونات، مَن ذا يختطف اللقمة من أفواه الصغار ويضن عليهم بكوب حليب، والخونة يشربون بثمن صفقاتهم القذرة لبنًا ساخنًا، ويختانون وطنهم فى فراش العدو، يختانون بيروت فى المضاجع الفارسية والصهيونية، واأسفااااه، ومن جلدتها سفراء لغيرها.

فلا نامت أعين الجبناء، ما تحتاجه بيروت ليس نفرة الأشقاء والأصدقاء لنجدتها، ما تحتاجه بيروت نفرة أهلها لإنقاذها من وهاد احتراب أهلى تترى فيه، وينسحب على لبنان قول طيب الذكر، الخال عبدالرحمن الأبنودى: «العدو دلوقت بقى جوه البلد»، فى المرفأ (الميناء)، العدو يتربص بكم الدوائر.

مُرْهَقة أنتِ.. وخائفة.. وطويل جدًا مشواركِ، ما تحتاجه لبنان هو اصطفاف وطنى، استجابة لأذان الوطن، والإجابة مستوجبة، والنداء مسموع، وأَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِى إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فرُجَاتٍ للشيْطانِ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon