توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهبد فى اللحظات المصيرية

  مصر اليوم -

الهبد فى اللحظات المصيرية

بقلم : أمينة خيري

هناك لحظات مصيرية فى مسيرة الأوطان، تتطلب ترشيدًا للهبد وتعظيمًا للصالح العام. هذه اللحظات قد تكون وباءً أو صراعًا أو تهديدًا أو خطرًا. هذه اللحظات عادة تدفع الحس الوطنى والذكاء الإنسانى إلى التحكم فى الأفعال. هذا الحس الوطنى الفطرى يكون قادرًا على استشعار الخطر الذى يتطلب العد من واحد لعشرة قبل الدق على الأزرار، والإدلاء بالتحليلات المبنية على قعدة ساعة عصرية مع كوباية شاى سكر زيادة، وعمل الـ«شير» دون هوادة أو تفكير فيما قد يحمله هذا الـ«شير» من أخطار معلوماتية مغلوطة، تصب فى صالح الأعداء، وما أكثرهم.

أكثر ما يرد على مواقع التواصل الاجتماعى هذه الأيام يعبر عما يجول فى بال الناس وفكرهم. نظرة سريعة تشير إلى هيمنة «كورونا» بشتى أنواع أخبارها، وهذا أمر طبيعى بحكم الوباء الذى أقعد سكان الكوكب فى بيوتهم وقلب موازين الحياة. لكن الكوكب لن يتوقف عند كورونا كثيرًا، بل سيمضى قدمًا فى متابعة تفاصيل الحياة، ومنها ما هو عادى ومنها ما هو استثنائى.

وتمر مصر هذه الآونة بحزمة من التفاصيل والأمور الاستثنائية الوجودية. فبين تهديدات قصوى بطول حدودها الغربية، وتطورات غير محمودة على صعيد سد النهضة الإثيوبية، مع استمرار تضافر الجهود العاتية المبذولة للإطباق على مفاصلها، تارة عبر أذرع إعلامية غربية وأخرى إقليمية، وتارة أخرى من خلال اتساق المصالح السياسية والاقتصادية لكيانات ودول، ظن البعض أنها تدعمنا لسواد عيوننا، لكن سواد العيون يتضاءل أمام تعاظم المصالح والمكاسب، وثالثة عن طريق قوة العصر العظمى وإمبراطورة الزمان والمكان ألا وهى مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات المختلفة عبر شبكة الإنترنت.

شبكة الإنترنت وقدراتها الفائقة ليس فقط على توجيه نتائج انتخابات، أو التأثير فى سير استفتاءات، أو تجييش رأى عام بناءً على معطيات ربما تكون وهمية، أو خلق أبطال من ورق ووأد آخرين أجدر وأقدر، أو قلب دفة سياسات دول هنا والتحكم فى مصائر دول هناك بطرق تبدو وكأنها عاكسة لرغبات شعوبها واختياراتها الحرة.

حريتنا على الإنترنت، أى حريتنا فى البحث والتجوال والاطلاع واختيار ما نعتنق ونبذ ما لا يعجبنا والتعبير عن آرائنا وقناعاتنا ونقل ما يتواءم مع توجهاتنا والعمل على نشره وبثه، أمر مسلم به. لكن مع الحرية العنكبوتية تأتى مسؤولية إنسانية ومجتمعية. وكما أن السير عكس الاتجاه ليس حرية شخصية، بل اعتداء على أمان الآخرين وسلامتهم، فإن السير عكس اتجاه المصلحة العامة لأبناء الوطن باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم اعتداء على أمانهم وسلامتهم.

وفى مثل هذه الأوقات الصعبة التى نعيشها، مع كم التهديدات من وباء وتربص بأمننا على حدودنا الغربية وكذلك الشرقية، وملف نهر النيل، والجماعات الدينية التى تحظى بتأييدات دولية عدة، حرى بنا أن نتفكر قبل الإغراق فى الهبد الاستراتيجى والرزع السياسى والشير اللاعقلانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهبد فى اللحظات المصيرية الهبد فى اللحظات المصيرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon