توقيت القاهرة المحلي 04:11:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنطق المفقود

  مصر اليوم -

المنطق المفقود

بقلم : أمينة خيري

ما جرى فى الإسكندرية من استجابة لدعوات لتسيير تظاهرات مناهضة لـ«كورونا» والدعاء عليها، وما يجرى على مجموعات التواصل الاجتماعى من دعوات لسكان العمارة أو الشارع لترديد تكبيرات العيد لترهيب الفيروس، ناهيك عن كم الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى للأخ فلان الذى يؤكد أن «كورونا» يعبر عن غضب الله على أمة الإسلام والمسلمين لأنهم تخلوا عن الدين والشريعة، أو تلك القصة المتداولة عن الطفلة التى ولدت قبل أيام، مرة فى مستشفى طنطا، وأخرى فى مستشفى طهطا، وثالثة فى مستشفى طلخا وتكلمت وهى ابنة بضع ساعات لتخبر من حولها أن سبب البلاء وانتشار الفيروس هو أن أمة محمد لم تعد تتمسك بالقرآن ثم توفيت ينبغى أن يخضع للدراسة ووضع الحلول السريعة.

الحلول السريعة لن تأتى بموجات السخرية المضادة حيث اتهامات بالهطل والجهل والغباء. كما لن تأتى بخناقات تقطيع الهدوم الدائرة رحاها بين فريق المؤمنين أوى جداً خالص التابعين لمدرسة «رميت الشنطة على الأرض وفيها كتاب الدين يا كافر» وفريق المؤمنين العقلانيين الذين حموا أنفسهم من نيران الهسهس الذى ضرب جذور مصر قبل نحو نصف قرن، ومستمر فى الضرب والانتشار والتوسع والتوغل.

توغل الفكر المهسهس للدين، حيث متعلمين ومثقفين يتصورون أن «التفرغ» للدعاء من شأنه أن يدرء عنا البلاء، وذلك لحين ينتهى الغرب «الكافر» «الزنديق» من الخروج بمصل أو علاج أو كليهما يحتاج تحليلاً علمياً. واعتبار كثيرين أن انتقاد فكرة «التفرغ للدعاء» أو «المطالبة بإغلاق دور العبادة لتطويق الفيروس» أو اعتبار الخروج على الأسطح وترديد الآذان والتكبير والحوقلة لتخويف الفيروس هو نوع من ذهاب العقل وغيرها لا تخرج إلا من أشخاص قليلى الإيمان وكارهى الدين ومحاربى المتدينين يحتاج وضع حلول سريعة لتطويق وسواس التدين القهرى.

«كورونا» كشف عن موجة واضحة صريحة لوسواس قهرى حيث الشكل الوحيد المعترف به للتدين هو الصياح والزعيق، والطريقة الوحيدة المقبولة لمواجهة «كورونا» المتطلب التباعد الاجتماعى والجغرافى بين الأشخاص، هو حشد الأشخاص وتجييشهم والتكبير بغرض ترهيب الفيروس. ولا أدرى لماذا تذكرت مشاهد هزلية لجموع البسطاء فى دول مثل أفغانستان وباكستان، وهم يتجمعون بالآلاف لمحاربة أمريكا أو إسرائيل أو هولندا أو الدنمارك عقب حوادث وأحداث عدة. وتكون الحرب عبر صراخ هائل «الموت لأمريكا» أو الدنمارك أو غيرهما لدرجة أن العروق تنفر فى وجوه الجموع.

ثم يتم حرق علم الدولة المراد ترهيبها وسحقها، وهنا تتهلل الأسارير وتبتهج الجموع، ويبدأون بالقفز الهستيرى على رماد الحريق مكبرين ومحوقلين. وبعدها يعود كل منهم أدراجه من حيث أتى استعداداً للحرب المقبلة لسحق هذه الدولة أو تلك. تلك هى المأساة التى تمعن الملايين فى الإغراق فيها. الشعور بالضعف وقلة الحيلة مفهومان تماماً. والتوجه إلى السماء لطلب النجاة أمر عظيم. لكن بين الجنون والإدراك شعرة اسمها «المنطق المفقود».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطق المفقود المنطق المفقود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon