توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التدين الجديد والتحرش القديم

  مصر اليوم -

التدين الجديد والتحرش القديم

بقلم : أمينة خيري

حلحلة منظومة التحرش فى الألفية الثالثة فى مصر لن تنجح إلا بمواجهة المسكوت عنه. علاقة «التدين الجديد» بـ«التحرش القديم» يجب فهمها وبحثها ومواجهتها دون مواربة أو مجاملة. ومنعاً للبس واتقاء لشرور «رمى الشنطة على الأرض وفيها كتاب الدين»، فإن «التدين الجديد» هو تلك النسخة من تفسير الدين على هوى البعض من غير أهل العلم أو البعض ممن سمحوا لأنفسهم باحتكار الدين لحسابهم. وهذا الهوى هو ما أوقعنا فيما نحن فيه الآن من شرعنة التحرش وازدراء النساء، وتحويلهن إلى أدوات جنسية ينبغى تخزينها لحين الاستخدام، وصناعة نظام طبقى نسائى بناء على ما ترتديه الإناث بمن فيهن ابنة الخمسة أعوام، وكل ذلك مغلف فى ورقة سوليفان كتلك التى تحمى قطعة الحلوى (الأنثى) من تكاثر الذباب (الرجال)، وكل ذلك مغلف بجلباب الدين.

جلباب التفسير الدينى المغلوط وعباءته اللذان يهيمنان على تفسير كل ما يتعلق بإناث مصر أعطيا الحق والذريعة للمتحرش، وأحياناً شجعا عليه. لقد استشرت فى مصر على مدار نصف قرن نسخة مشوهة صنعها وروجها واستساغها عدد لا بأس به ممن ارتضوا استبدال الثقافة المصرية بأخرى وارد الخارج. واعتنقوها وكأنها دين. ونشروها وكأنها فرض. وأكدوا على ضرورة وصولها إلى كل بيت مصرى وكأن مصر حتى سبعينيات القرن الماضى كانت تعيش فى عصور الجاهلية الأولى، ثم دخلها الإسلام فاعتنقته فى أواخر السبعينيات من القرن العشرين، أى بعد نزول الإسلام بنحو 1400 عام!

وشبت أجيال على هذا الشكل الجديد من التدين، حتى نشأ الأطفال الذين يصطحبهم آباؤهم إلى صلاة الجمعة على خطب ظاهرها «تكريم للمرأة» وقلبها وعقلها وباطنها تحويلها إلى أعضاء جنسية تمشى على الأرض. والحقيقة أن تأمل الأطفال فى شوارع مصر حالياً وهم يتحرشون بطفلات وشابات ونساء (وغالبيتهن المطلقة محجبات ومنتقبات)، ولو حتى بالنظر إليهن نظرات تخلو تماماً من البراءة، ليس مرده الوحيد الأفلام الرديئة ومشاهد الاغتصاب والإغراء... إلخ. فالخطب التى كانت تذاع من على المنابر، والقنوات والبرامج الدينية التى أصبحت موضة التسعينيات والألفينات ويتخذ الكثير منها المرأة والشهوة وأوضاع النكاح وقواعد الجمع بين الزوجات واحتياجات الرجال الجنسية غير المتحكم فيها، ورغبات الرجال الجنسية التى هى فطرة غير خاضعة للتهذيب، وشهوات الرجال التى هى دليل على الفحولة وعلى الرجل أن يفخر بها جميعها ساهم فى تحويل المجتمع المصرى إلى ما هو عليه الآن.

والدعوة إلى ترشيد المكون الدينى فى علوم الاجتماع والسياسة والاقتصاد والنفس والطب والهندسة والأنثروبولوجيا والبحار والأنهار والفلك والفضاء والزراعة والصناعة وغيرها ليست دعوة للابتعاد عن الدين، بقدر ما هى مطالبة بالتوقف عن خلط الأوراق خلطاً ظاهره روحانى ملائكى وباطنه دنيوى يغذى جنون الفحولة على حساب نساء مصر. وتحية إجلال للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف اللذين يحاولان الانفتاح على القرن الـ21 ونطلب المزيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدين الجديد والتحرش القديم التدين الجديد والتحرش القديم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon