توقيت القاهرة المحلي 04:58:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وباء الفقر العلمي

  مصر اليوم -

وباء الفقر العلمي

بقلم : آمينة خيري

أما وقد مكثت الملايين فى البيت، بات علينا النظر بعين الاعتبار إلى أنشطتنا البيتية. فإذا كان التزام البيت وقاية لنا وللآخرين، وعقدا اجتماعيا نحمله فى رقابنا، حيث الحرية الشخصية فى الخروج ينبغى ألا تؤثر سلباً فى صحة وحياة الآخرين، علينا كذلك أن نعى أن التزام البيوت لا يعنى أبداً الإمعان فى الإفتاء والإفراط فى الشير وإدمان الـ«لايك» لكل ما هب ودب. ففى الترشيد صحة نفسية لنا، ووقاية لأعصابنا ومن حولنا.

ومن حولنا تمطر سماء البيوت «بوستات» و«تدوينات» و«تغريدات» ومجموعات «واتس آب» تتفجر من رحم «واتس آب» بيننا على مدار الدقيقة. والمؤكد أنه لو تم فرض تعريفة تأسيس أو رسوم تدشين على مثل هذه المجموعات الجهنمية، لارتدعت الملايين ولامتثلت لصوت العقل قبل أن تهبد هذا الكم المذهل من الهبد.

ما هذا الكم المذهل من الإفتاء والإرشاد والتنظير والتحليل؟! بين فيروس وضحاه، انتقلنا من الهرى والهرى الآخر فى شؤون التنين والطقس إلى مجالات الطب والوقاية والتعقيم والأعراض واللقاحات، ما يُناقش منها وما يجرى العمل عليه وما لم يبحثه العلماء أصلاً. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يدخل عم حسين الميكانيكى مع الأستاذ فتح الله المحامى فى نقاشات سفسطائية حول جدوى علاج الملاريا مع ترجيح لكفة الخلطة الدوائية التى يجربها البعض فى فرنسا، مع تأكيد من الأسطى على أن دواء الملاريا قد ينجح فى تخفيف الأعراض لكن لا يعالج الأسباب، فى حين يصر «الميتر» فتح الله على أن خلطة الكلوروكين بالزيذروماكس هى الأفضل حتى الآن.

الآن، ليس وقت الإفراط فى إفتاءاتنا وميلنا الفطرى إلى الإدلاء بدلونا واستعراض معرفتنا فى كل شىء وأى شىء فى أى وقت ولأى أحد. فوضى المعلومات وعشوائية الـ«شير» وهطل الرسائل الصوتية الجارى تداولها فى حد ذاتها فيروس سينفجر فى وجوهنا جميعاً، وهو فيروس لا يقتصر على تداول غير مسؤول وغير محسوب لمعلومات قادرة على القتل، لكن أثره يمتد كذلك لإشاعة القلق والهلع والإغراق فى شؤون الفيروس دون أدنى تفكير.

قليل من التفكير والتدبير لن يضر، والمؤكد أنه سينفع. وإذا كانت علاقتنا بالفيروس ستظل تتأرجح بين خيارين لا ثالث لهما، حيث إما الهبد والرزع فى معلومات لا يعرف أغلبنا أصلها ولا يدرى بفصلها، سوى أنها أعجبته أو حتى يحتفظ لنفسه بالصفة الحصرية فى الـ«شير» دون مسؤولية، أو التفرغ التام للدعاء لرفع البلاء، حيث هناك فريقان أحدهما يراه عقاباً للكفار والآخر يعتبره ابتلاء للمؤمن، فلنتفرغ للدعاء، لحين يصل أحدهم فى مكان آخر لعلاج شاف أو مصل واق.

الوقاية المثلى للجميع فى هذه الأوقات الصعبة هى التشبث بالعلم من أهل العلم فى مجال العلوم الصحية، والاكتفاء بالمعلومات من مصادر موثوق فيها فى مجال الإعلام، مع بعض من دعاء لرفع بلاء الفيروس وبلاء الفقر العلمى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وباء الفقر العلمي وباء الفقر العلمي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon