بقلم : أمينة خيري
يمكن القول إن هذه هى المرة الأكبر والأوقع والأشمل فى سلسلة تطوير ماسبيرو التى قفزت على السطح فى أعقاب أحداث يناير 2011. دور ماسبيرو يظل محوريًا، بإيجابياته وسلبياته، فى مجريات ما قبل وأثناء وبعد الـ18 يومًا الحاسمة فى هذا العام. ويكفى أن «تطوير ماسبيرو» ظل أولوية مطروحة على مدار السنوات التسع الماضية.
«ماسبيرو» ليس مجرد إذاعة وتليفزيون مصر. ماسبيرو منظومة كاملة متكاملة تعكس وتعبر وتكشف الكثير عن مصر والمصريين على مدار ستة عقود. ماسبيرو يحمل سلبيات وإيجابيات 60 عامًا من عمر المصريين. ولذلك فإن الحديث عنه أو عن تطويره يجب أن ينبع من مصلحة عامة. ملف «ماسبيرو» يجب ألا يكون قابلًا للاستقطاب والمكايدة.. لماذا؟ لأننا جميعًا نمتلكه.
ومن منطلق هذه الملكية، والسعى إلى مصلحة عامة، ومحاولة لإعادة ما فقدته مصر من مكانة إعلامية عربية على مدار العقود الماضية، يجب الإشارة إلى أن ما يبدو من تطوير حتى الآن هو الأكبر كما أسلفت. الشكل والمحتوى والرؤية مختلفة. صحيح أننا كمتلقين لا نعرف الرؤية بعدْ، ولكن من السهل استكشاف خيوطها. «مصر جميلة» «لدينا إنجازات كبرى خاصة بالبنية التحتية تحققت» «مصر جميلة» «أمامنا مشوار طويل لا بد أن ننجزه» «مصر جميلة» «لدينا مشكلات تتعلق بالأخلاق والسلوكيات علينا مواجهتها» «مصر جميلة» «علينا أن نشجع المنتج المصرى» «مصر جميلة» «لدينا كوادر بشرية لا تقل حرفية ومهنية ونطقًا أمام الشاشات عن غيرنا من القنوات العربية» «مصر جميلة» «البسطاء ومتواضعو الحال يستحقون منا التنويه والإشادة» «مصر جميلة» «أهلنا فى الصعيد والمحافظات الحدودية فى قلب الاهتمام الإعلامى» «مصر جميلة» «لدينا القدرة على صناعة الترند كما يفعل غيرنا» «مصر جميلة»، وتتوالى الرسائل التى تسلط الضوء على الرؤية.
والحقيقة - ورغم التربصات والتحيزات وعادة الهبد والرزع المكتسبة - إلا أن ما يتوافر أمامنا حتى اللحظة يبشر بالخير. هناك فرق كبير فى الشكل والمحتوى، ولكن هذا لا يمنع طرح عدد من الأسئلة والملاحظات على سبيل المشاركة الإيجابية: ما مصير أهل ماسبيرو من المذيعين والمذيعات وشعورهم الطاغى والجماعى باليأس والإحباط والتهميش لا يخفى على أحد؟ وما معايير وضمانات استدامة الرؤية الحالية؟.. بمعنى آخر، هل هناك خطة مالية تضمن الاستمرار؟ وما طبيعة ارتباط الطواقم الجديدة من المذيعين والمذيعات ومهندسى التطوير بالمكان؟، معروف أن القنوات الخاصة قابلة للتغيير وقد تغلق أبوابها وقد تبدل ملكيتها، لكن شاشات الدولة وضعها مختلف، وكيانها يجب أن يبقى محفوظًا. وتواتر التقلبات الإعلامية على شاشاتها يضر بهيبة الدولة نفسها. أخيرًا وليس آخرًا، مناقشة تطوير ماسبيرو ليست مباراة أهلى وزمالك، هى مباراة كل المصريين. فإن كنت معارضًا للنظام السياسى، فهذا لا يعنى أن تصب معارضتك على الشاشات التى تملكها. وإن كنت مؤيدًا، فهذا لا يعنى أيضًا أن تثنى على التطوير وتسب المنتقدين.