توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يو تيرن» الوطن

  مصر اليوم -

«يو تيرن» الوطن

بقلم : أمينة خيري

استكمالًا للجدال المستعر حول ما قالته نقيبة أطباء القاهرة الدكتورة شيرين غالب، أستاذ الطب الشرعى والسموم، فى مناسبة تخرج دفعة من طبيبات «الأزهر» حول أولوية دورهن فى مجال الأمومة قبل المهنة والتخصص، أشير إلى أن ما قالته ليس جديدًا أبدًا.. وهو يندرج تحت بند منظومة «رميت الشنطة على الأرض وفيها كتاب الدين»، وهى المنظومة التى نقف فيها جميعًا عن «يو تيرن» الوطن.
«يو تيرن» الوطن هو الذى يدفع قطاعًا من الأصدقاء والمعارف والقراء إلى الاعتقاد بأن من يعترض على مكبرات الصوت المبالغ فيها أعلى المساجد هو اعتراض على الدين، ودعوة إلى إلغاء التدين، وإعلان الحرب على المتدينين.

وهو الـ«يو تيرن» الذى يجعل المعترض على ارتداء معلمة أو ممرضة النقاب هو ترويج للفسق والفجور ودعوة لنشر العرى والرذيلة فى الشارع المصرى الذى بات معروفًا بـ«الأخلاق» العالية و«السلوك» القويم الرائع، الذى يجعل السياح يتجهون إلى دعوة أصدقائهم وصديقاتهم لمعاودة الزيارة، لتكرار التجارب الرائعة للسير فى الشارع، والتعامل المبهر مع الباعة فى الأسواق والصبية فى منطقة الأهرامات.. إلخ.

هذا الـ«يوتيرن» قاتل ومزرٍ. لماذا؟ لأن البعض يُصر على لفه عكس الاتجاه، وهو ما يسفر عن صدامات مروعة وارتطامات مفزعة. هذه الثنائية الجدلية التى أصبح لا ثالث لها محدودة الأفق ضيقة الفكر، بل لا فكر لها أصلًا.

طبيبة «ناجحة»، هى الدكتورة شيرين، تلقى كلمة وتوجه نصيحة لطبيبات تخرجن للتو بعدما كلفن الدولة «شىء وشويات» من أجل تعلم مهنة الطب السامية الراقية باهظة الكلفة، ويفترض أنهن بذلن جهدًا جهيدًا وسهرن الليالى وواصلن الصيف بالشتاء حتى يجتزن سنوات الدراسة الأولى الصعبة (على اعتبار أن مهنة الطب هى مهنة التعلم المستمر)، فهل المناسب أن أنصحهن بأولوية البيت والعيال؟! البيت والعيال فى منتهى الأهمية بكل تأكيد، ولو لم يستوِ البيت والعيال، لن يستوى مصر والمصريون.. لكن لكل مقال مقام.

فمثلًا يمكن توجيه نصيحة مشابهة فى افتتاح حضانة لرعاية أبناء الطبيبات فى مستشفى لتذكير الطبيبات حديثات التخرج بأن الدولة أو الجهة التى يعملن فيها لم تقصر فى القيام بمسؤولياتها تجاههن، فبعد حصولهن على أرقى الشهادات العلمية وكذلك توفير سبل الجمع بين المهنة الشاقة التى اخترنها بمحض إرادتهن وكلفت دافع الضرائب الذى سيحصل على خدمة طبية «راقية» الكثير مع توفير مكان آمن للصغار أثناء ساعات العمل، عليهن القيام بواجبهن كاملًا متكاملًا.

الطبيبة التى درست الطب، ثم اختارت أن تحصل على وظيفة «خيال مآتة» حيث تذهب إلى الوحدة الصحية لتمضى «حضور»، وتطلب من زميل أو زميلة التوقيع لها «انصراف»، أو تلك التى لا تذهب إلى الوحدة إلا فيما ندر، مثلًا كان عليها أن تختار كلية أخرى للدراسة، وربما الاكتفاء بالدراسة الثانوية أو الإعدادية، ويكفى ما يعانيه «يو تيرن» الوطن من اختناقات فكرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يو تيرن» الوطن «يو تيرن» الوطن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon