توقيت القاهرة المحلي 00:42:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيديولوجيا ودين وسياسة

  مصر اليوم -

أيديولوجيا ودين وسياسة

بقلم:أمينة خيري

المرحلة الثانية من حرب غزة (وتوابعها فى لبنان) بدأت بشائرها. ولمن كان يعتقد أو يتمنى أن تكون عملية السابع من أكتوبر هى فى حد ذاتها النصر العظيم، عليه فقط أن يتابع ما يجرى فى الإقليم ببعض الهدوء والتروى، دون شتم أو سب أو تخوين، وحبذا بقليل من المنطق حتى يعرف أن ما جرى كان إشعالًا لحظيًا فجر المنطقة، ويؤدى إلى إعادة هيكلتها.

«المواجهة» – إذا صحت التسمية- بين إيران وإسرائيل مادة تعليمية ثرية. فى مصلحة إسرائيل الاستمرار فى عملياتها العسكرية الأشبه برشاش المياه الذى يستخدم فى الحدائق الصغيرة، يتم فتحه ساعتين صباحًا ومثلهما مساءً، وإذا لوحظ جدب أو جفاف ركن من الأركان يتم نقل الرشاش إليها لساعة أو اثنتين، وهكذا.

هذا ما تفعله إسرائيل فى المنطقة. اقتصادها يتضرر؟، نعم. الرأى العام الإسرائيلى يتأرجح بين تأييد الحرب والمطالبة بإيقافها، أو بين دعم نتنياهو ومعارضته؟، نعم. لكن تأرجح الرأى العام الإسرائيلى الذى يفسره البعض عندنا بأنه دعم لفلسطين، أو تعاطفًا مع أهل غزة، أو تراحمًا مع شعب لبنان، هو تأرجح يضع الصالح الإسرائيلى العام على رأس الأولويات. وهذا يعنى تحقيق المصالح الإسرائيلية التى يرى البعض هناك أن الحرب لا تحققها بالقدر الكافى. أما دعم نتنياهو من عدمه فلا يعنى شيئًا بالنسبة لنا. بمعنى آخر، انخفاض شعبيته، أو حتى المطالبة باستقالته لا تعنى أن الرأى العام الإسرائيلى استيقظ يوم الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ على يقين بأهمية حل الدولتين أو رد الحقوق، ولكن يعنى عدم الرضا على سياسات الرجل فى تحقيق أهداف الإسرائيليين.

بناء الأحكام والتصورات بناء على عناوين الأخبار، أو بناء على توجه المنصة التى تقدم لنا عناوين الأخبار، أو بحسب مفاهيم وموروثات تعتمد على قوة الخيال لا حقيقة الأمر الواقع، هو بناء قصور وفيلات وشقق فاخرة على رمال متحركة.

وتصور أن رد هذا الطرف الغارق فى الحنجورية، أو المفرط فى التهديد، أو المفعم بارتعاد الأوصال وانتفاخ العروق، هو دليل دامغ على القوة والإقدام والجسارة والشجاعة، هو عين الإخلاص وصميم العزة والمادة الخام للقوة والنخوة والبسالة، أمر يحتاج المراجعة.

كما أن تلويح ذاك الطرف بأنه سيدك الطرف الآخر دكًا، ويمحوه محوًا، ويضربه ضربًا لا يمكنه من القيام مجددًا، يجب أن يؤخذ مأخذ الكوميديا لا التراجيديا، لا سيما إن المسألة برمتها درامية بحتة.

المرحلة التالية تتشكل. يخبرنا الـ«سكريبت» بأنه حين تفرغ إيران من المرحلة الآنية، مرحلة الرد والرد المضاد، سننتقل إلى «الجزء الثانى» فى رسم الملامح الجديدة للإقليم. هذه الملامح لا تتعلق كثيرًا بسكان غزة، أو مصير أهل الضفة، أو حتى مآل «حماس»، أو الشكل الجديد لـ«حزب الله»، أو دور الحوثيين، أو تحركات الجماعات المسلحة فى العراق وغيرها.

إنه الجزء المتعلق بالتفاعل الاستراتيجى بين الدين والأيديولوجيا والسياسة فى خريطة الشرق الأوسط الجديد.

.. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيديولوجيا ودين وسياسة أيديولوجيا ودين وسياسة



GMT 18:45 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

2025 عـــام النجاح والحـــــذر

GMT 17:15 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

لا للعفو العام.. نعم لسيادة القانون

GMT 17:14 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 17:13 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعدوان اللذان شطبتهما 2024...

GMT 17:11 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

وجهة نظر مختلفة في قانون المسئولية الطبية

GMT 17:10 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 07:25 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

العتاة يلجأون أيضاً

GMT 07:23 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الطبيب الروسي عبد الكريموف مع الملك عبد العزيز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة
  مصر اليوم - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon