توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعارضة «المسلحة» جدًا

  مصر اليوم -

المعارضة «المسلحة» جدًا

بقلم:أمينة خيري

المعارضة إما يمين أو يسار أو وسط. هى الطرف الذى لم يحظ بالسلطة (بعد)، ولا يقرر سياسات الدولة، لكن ربما يشارك فيها عبر قنوات معروفة مثل البرلمان والأحزاب. وهى غالبا تسعى للوصول إلى السلطة والحكم.

تسعى المعارضة إلى الرقابة على أداء النظام الحاكم والحكومة المعينة أو المنتخبة، وربما تسعى لتعزيز الديمقراطية وخلع أنياب الديكتاتورية، لكن توجد معارضة تقوم أيديولوجيتها على ترسيخ الديكتاتورية بمسميات مختلفة مثل الحكم الدينى. وأغلب المعارضة السياسية تقول – أو هى كذلك بالفعل- إنها تدافع عن الحقوق والحريات. وهناك ما يقول إنه يدافع عنها، لكنه ما إن يصل إلى الحكم حتى يحكم قبضته على الحريات باسم الدين أو الأخلاق أو ما شابه.

والمعارضة السياسية أنواع وأشكال، منها الفردى، ومنها الجماعى، وهناك العلنى عبر الأحزاب والهيئات المشهرة، ومنها ما يكتفى بالنقاش عبر مجموعات من المهتمين بالسياسة أو المشغولين بالشكل العام. وهناك معارضة مؤقتة تعمل على تحقيق هدف ما، ثم تذهب إلى حال سبيلها بعد تحقيقه، أو ربما لطول الأمد دون تحقيق الأمل. وهناك المعارضة المستمرة، وأغلبها يتمثل فى الأحزاب القائمة على مناهج وبرامج واضحة، ولها هياكل تنظيمية، وعضوية... إلخ، ولا تتوقف عن كونها معارضة إلا بعد وصولها إلى السلطة أو يجرى حلها أو تحل نفسها.

وحين تقرر المعارضة أن تحمل السلاح، تتوقف عن كونها معارضة، وتتحول إلى جماعة مسلحة، أو ميليشيا، أو تنظيم مسلح، أو قوة (جيش) غير نظامى. القانون الدولى نفسه احتار، أو ربما تجنب (على غير عادته) تحديد مسؤولية أو عقوبة أو ثواب «المعارضة المسلحة». نصوصه فى هذا الشأن أشبه بعبارة: Sometimes yes، but maybe no أى «أحياناً نعم، لكن ربما لا»، ما يعكس الحيرة فى شأنها.

المؤكد أن أعضاء المجموعات أو الميليشيات المسلحة ومن يدعمونهم أيديولوجيا، وليس ماديا، يعتبرونها معارض عظيمة وسامية وراقية. والمؤكد أن الآخرين يعتبرونهم خارجين على القانون، أو إرهابيين، أو مارقين إلى آخر المسميات المرتبطة بالعنف والفوضى، مهما كانت الأسباب سامية أو تبدو كذلك. قبل سنوات، كتبت السطور التالية قبل نحو 13 عاما: فى سوريا ميليشيات مسلحة يسميها الإعلام الغربى «معارضة مسلحة». لم أسمع من قبل عن معارضة مسلحة بالدبابات والصواريخ. لدينا السوريون الذين يتجرعون مرارة الصراع المسلح، وجماعات وميليشيات وكتائب متناحرة فيما بينها من جهة، ومناهضة للنظام من جهة أخرى.

الكثير منها يحظى بدعم من دول مختلفة فى شرق الأرض وغربها، وكل يراهن على ميليشيا معينة لتحقيق مصالحه. ولا تختلف هذه الميليشيات فيما بينها إلا فى درجة التسليح، أو توجهاتها بين متطرفة ومتطرفة جدا وفرع لداعش ومرتبطة بالقاعدة، وهلم جرا. أتحدث هنا عن الفرق بين المعارضة والميليشيا. المعارضة لا تكون مسلحة، والميليشيا لا تكون سياسية. والإصرار على تسمية ميليشيات سوريا «معارضة مسلحة»، بغض النظر عن الموقف من النظام السورى، إما إصرار على المشاركة فى جريمة، أو انتظار لقضمة الكعكة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة «المسلحة» جدًا المعارضة «المسلحة» جدًا



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon