توقيت القاهرة المحلي 07:27:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درجات الإسلام السياسى

  مصر اليوم -

درجات الإسلام السياسى

بقلم : أمينة خيري

حرب ضارية تدور منذ الكشف عن تدوينات كتبها الفنان أحمد الرافعى الذى يلعب دور عمر رفاعى سرور أو أبوعبدالله المصرى «مفتى الدم» على «فيسبوك». لكن ألوان الحرب الضارية حالياً والموجهة على شخص الممثل أحمد الرافعى يجب أن يعاد توجيهها. التنقيب فى صفحة الممثل الشخصية أسفر عن اعتناقه فكراً يجعله يؤمن بأن فرج فودة «نفق» وأن إسلام البحيرى هو «إلحاد البحيرى» وأن أفكار خالد منتصر تؤهله لأن يكون خالد متنصر. وهذا يدفعنا مجدداً لإعادة النظر فى بالوعة «الإسلام السياسى» الذى تمكن من «غالبية» المصريين. صحيح أن درجات تمكنه مختلفة، ونصوص تشدده لا تتبع منهجاً واحداً لكن الملايين ممن تعتقد أنها معادية للإسلام السياسى هى فعلياً غارقة فيه حتى الثمالة.

ثمالة مجتمعنا آخذة فى التعبير عن نفسها والكشف عن محتوياتها يوماً بعد يوم. والممثل المذكور لا يجب أن يحاسب على معتقداته- وهو قال إن كل ما يؤمن به أو ينتهجه فى حياته مرجعيته الأزهر الشريف- لأنه واحد ضمن ملايين. هو نتاج عقود من تمكن هذه التركيبة الثقافية قبل أن تكون دينية، والتفسير المستورد للدين، والتى لم تشغل بال الحكام أو المحكومين على مدار ما يزيد على نصف قرن، وقبلها ثلاثة عقود من تنامى فكر جماعة الإخوان.

هذه العقود- سواء عقود انتشار فكر الإخوان أو تغلغل ثقافة مستوردة ترتدى عباءة الدين وجلبابه- أفرزت ملايين المعلمين والمعلمات ممن يبثون سمومهم الفكرية فى أدمغة النشء وهم يعتقدون أنهم يقومون بمهامهم التربوية المقدسة، وأنتجت آلاف المدارس التى يقوم التدريس فيها على نشر نسخة من الإسلام قائمة على الفوقية والعنصرية وكراهية الآخر وازدراء الحياة. كما أنتجت ملايين العائدين من سنوات الهجرة الاقتصادية معبئين بأفكار تزدرى الحضارة وتمقت العلم وتبجل الخرافة وتنصّب أى لحية «شيخاً» و«مرجعية».

مرجعيتنا فى خوض الحرب الفكرية الحالية ليست فى مناطحة الفكر الدينى المتشدد بفكر دينى آخر يحلو لنا أن ننعته بـ«الوسطى» أو «الجميل» إلخ. ولو أصررنا على هذا المنهاج، فإن قدوم فكر دينى ثالث يطرح الفكرين الأولين أرضاً مسألة وقت.

كتبت قبل أشهر أتساءل: أين ذهب متظاهرو الشرعية الذين ملأوا الدنيا صراخاً وقت الإطاحة بحكم الجماعات الدينية، ولا سيما من الشباب والشابات من طلاب جامعة الأزهر؟ هل إخماد تظاهراتهم أخمد فكرهم؟ وهل التنقيب فى تدوينات ممثل أو سياسى أو عميد كلية وكشف توجهاته من شأنه أن يلغيها؟ وأزيدكم من الشعر بيتاً. كثيرون غاضبون من أن مسلسل «الاختيار» يصور التيارات الدينية باعتبارها عدواً رغم أن العدو الحقيقى هو غير المسلمين. نعم، بيننا ملايين ترى أن المسلم الذى يفجرك ويكفرك أقرب إليك من غير المسلم. هتحلها إزاى بقى؟! مواجهة الإسلام السياسى بإسلام سياسى آخر فيها سم قاتل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درجات الإسلام السياسى درجات الإسلام السياسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon