توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درجات الإسلام السياسى

  مصر اليوم -

درجات الإسلام السياسى

بقلم : أمينة خيري

حرب ضارية تدور منذ الكشف عن تدوينات كتبها الفنان أحمد الرافعى الذى يلعب دور عمر رفاعى سرور أو أبوعبدالله المصرى «مفتى الدم» على «فيسبوك». لكن ألوان الحرب الضارية حالياً والموجهة على شخص الممثل أحمد الرافعى يجب أن يعاد توجيهها. التنقيب فى صفحة الممثل الشخصية أسفر عن اعتناقه فكراً يجعله يؤمن بأن فرج فودة «نفق» وأن إسلام البحيرى هو «إلحاد البحيرى» وأن أفكار خالد منتصر تؤهله لأن يكون خالد متنصر. وهذا يدفعنا مجدداً لإعادة النظر فى بالوعة «الإسلام السياسى» الذى تمكن من «غالبية» المصريين. صحيح أن درجات تمكنه مختلفة، ونصوص تشدده لا تتبع منهجاً واحداً لكن الملايين ممن تعتقد أنها معادية للإسلام السياسى هى فعلياً غارقة فيه حتى الثمالة.

ثمالة مجتمعنا آخذة فى التعبير عن نفسها والكشف عن محتوياتها يوماً بعد يوم. والممثل المذكور لا يجب أن يحاسب على معتقداته- وهو قال إن كل ما يؤمن به أو ينتهجه فى حياته مرجعيته الأزهر الشريف- لأنه واحد ضمن ملايين. هو نتاج عقود من تمكن هذه التركيبة الثقافية قبل أن تكون دينية، والتفسير المستورد للدين، والتى لم تشغل بال الحكام أو المحكومين على مدار ما يزيد على نصف قرن، وقبلها ثلاثة عقود من تنامى فكر جماعة الإخوان.

هذه العقود- سواء عقود انتشار فكر الإخوان أو تغلغل ثقافة مستوردة ترتدى عباءة الدين وجلبابه- أفرزت ملايين المعلمين والمعلمات ممن يبثون سمومهم الفكرية فى أدمغة النشء وهم يعتقدون أنهم يقومون بمهامهم التربوية المقدسة، وأنتجت آلاف المدارس التى يقوم التدريس فيها على نشر نسخة من الإسلام قائمة على الفوقية والعنصرية وكراهية الآخر وازدراء الحياة. كما أنتجت ملايين العائدين من سنوات الهجرة الاقتصادية معبئين بأفكار تزدرى الحضارة وتمقت العلم وتبجل الخرافة وتنصّب أى لحية «شيخاً» و«مرجعية».

مرجعيتنا فى خوض الحرب الفكرية الحالية ليست فى مناطحة الفكر الدينى المتشدد بفكر دينى آخر يحلو لنا أن ننعته بـ«الوسطى» أو «الجميل» إلخ. ولو أصررنا على هذا المنهاج، فإن قدوم فكر دينى ثالث يطرح الفكرين الأولين أرضاً مسألة وقت.

كتبت قبل أشهر أتساءل: أين ذهب متظاهرو الشرعية الذين ملأوا الدنيا صراخاً وقت الإطاحة بحكم الجماعات الدينية، ولا سيما من الشباب والشابات من طلاب جامعة الأزهر؟ هل إخماد تظاهراتهم أخمد فكرهم؟ وهل التنقيب فى تدوينات ممثل أو سياسى أو عميد كلية وكشف توجهاته من شأنه أن يلغيها؟ وأزيدكم من الشعر بيتاً. كثيرون غاضبون من أن مسلسل «الاختيار» يصور التيارات الدينية باعتبارها عدواً رغم أن العدو الحقيقى هو غير المسلمين. نعم، بيننا ملايين ترى أن المسلم الذى يفجرك ويكفرك أقرب إليك من غير المسلم. هتحلها إزاى بقى؟! مواجهة الإسلام السياسى بإسلام سياسى آخر فيها سم قاتل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درجات الإسلام السياسى درجات الإسلام السياسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon