توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة سيب وأنا أسيب

  مصر اليوم -

سياسة سيب وأنا أسيب

بقلم : أمينة خيري

الأيام أو الأسابيع أو الأشهر وربما السنوات القليلة المقبلة ستشهد شداً وجذباً، وإفصاحاً وحجباً، وسيب وأنا أسيب على أعلى مستوى بين أمريكا والسعودية. مدة الشد والجذب سيحددها ما يجرى خلف وأمام وتحت أبواب السياسة والدبلوماسية والاقتصاد المغلقة. تعود قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى الأضواء و«ما نعرفه حتى الآن» ومانشيتات الصحف والشرائط الحمراء الراكضة على صفحات المواقع الخبرية والشاشات لا سيما فى أمريكا ومعها بريطانيا وبالطبع تركيا.

وهذا المقال لا يهدف إلى تبرئة ساحة أو التخفيف من مأساة مقتل صحفى زاملته فى صحيفة الحياة الدولية كاتباً صحفياً له وزنه- وإن اختلفت الرؤى- أو اتهام هذا. هذا المقال يناقش جانباً ليناً طيعاً من الصحافة والسياسة والدبلوماسية لا يخضع للأبيض والأسود، مهما هلل البعض مثنياً على حرية التعبير واحترام الحقوق والحريات هنا، أو سب وذم آخرين خنق التعبير ووأد الحقوق هناك. المنطقة الرمادية أوسع وأعمق مما يعتقده كثيرون. ودون مبالغة أقول إن التاريخ المعاصر حافل بخرق للقواعد والحقوق والحريات على جانبى المعمورة. الفرق الوحيد بين أنظمة تدهس الحقوق بـ«غشومية» وأخرى تدهسها بمهنية، يكمن فى ذكاء وحنكة عقلية الدهس. خذ عندك مثلاً قرار بريطانيا بالمشاركة فى الاجتياح الغربى للعراق فى عام 2003، ثم ظهور رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير فى عام 2016 ليعلن عن عميق أسفه وكل حزنه وكامل اعتذاره لانضمام بلاده للحرب تحت قيادة أمريكا. تحدث عن أخطاء مخابراتية وأعلم مسؤوليته الكاملة عن هذا الخطأ الكبير.

لكنه قال أيضاً إن العالم أفضل بدون صدام حسين! وكان فاضل بس يذيل تصريحه بـ«قدر الله وما شاء فعل». خذ عندك كذلك معتقل «جوانتانامو» ولو أن كلمة «معتقل» لا توفيه حقه! أحد أركان حملة الرئيس الأمريكى السابق أوباما وقت ترشحه للانتخابات فى عام 2008 كان وعداً بإغلاق المعتقل فى خلال عام واحد من توليه الرئاسة. تولى أوباما الرئاسة فى عام 2009، وانتخب لفترة رئاسية ثانية انتهت فى عام 2016. وظل المعتقل مفتوحاً. طوال هذه السنوات الثمانى اندلعت تظاهرات ووقفات احتجاجية لم تٌقمع أو تٌدهس مطالبة بتنفيذ وعد الإغلاق، بل جدد أوباما وعده مرات، بل قال إن المعتقل يشوه صورة بلاده ويهدد أمنها القومى، لكن المعتقل يظل مفتوحاً حتى كتابة هذه الكلمات.

ويأتى الرئيس الحالى بايدن ليعاود تجديد وعد الإغلاق، وهلم جرا. والأمثلة والنماذج على الكوكب كثيرة. بلير حر طليق ويدلو بدلوه عن اللقاح و«بريكست» ويسلى وقته فى «معهد تونى بلير للتغيير العالمى». وأخبار أنف زميل أوباما فى المدرسة الذى كسره لوصفه بـ«الزنجى» تملأ الأثير. التقرير الأمريكى الذى يتفجر إثارة وسياسة وصحافة الآن يكشف «حقائق» معروفة لدى أمريكا منذ سنوات. إنها حنكة السياسة ومراوغة الدبلوماسية. إنها «سيب وأنا أسيب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة سيب وأنا أسيب سياسة سيب وأنا أسيب



GMT 09:16 2021 الأحد ,28 آذار/ مارس

حلقة المظلومية

GMT 07:36 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

استدعاء روح 1952

GMT 08:34 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

التدين الجديد والتحرش القديم

GMT 08:32 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

القانون الضامن للحقوق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon