توقيت القاهرة المحلي 14:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسؤولية الضخ

  مصر اليوم -

مسؤولية الضخ

بقلم : أمينة خيري

معركة التنمية حامية الوطيس التى تخوضها مصر حاليًا لن تستوى مع استمرار سباق الأرانب المحتدم. نحن فى سباق مع الزمن الذى تجاهلناه وتجاهلنا طيلة حكم الرئيس السابق مبارك. ولسنا فى سباق مع الزمن وحده، فنحن فى مواجهة شرسة مع أحوال وأوضاع بالغة السوء، بعضها خاص بالكوكب كله الذى ضربه الوباء ممليًا قواعد وفارضًا قيودًا قاسية على الجميع، والبعض الآخر خاص بإقليمنا المبتلى بصراعات طائفية وحروب بينية وأسطورة خيالية جعلت الملايين تعتقد أنها فى صراع أبدى من أجل الدين. ولا يخلو الوضع الداخلى من صراعاته المصرية ذات الخصوصية الشديدة، ألا وهى صراع العيال، هذه الحرب المتأججة التى لا تلفت انتباه الغالبية، بعدما صارت ظاهرة عادية من ظواهر الطبيعة. هذا الكم المذهل من العيال الذى يتم ضخه فى السوق على مدار الساعة والدقيقة ينهكنا ويمتص دماءنا وقوتنا ورزقنا. وحتى تستوى الفكرة، علينا أن ننحى جانبًا تمامًا مقولة إن «الدول القوية المتقدمة تعتبر البشر رأس مالها»، فرأس المال العليل يخرب الدول ولا يبنيها. وحين يتم ضخ هذه النوعية من رأس المال من قبل أهلٍ يتعاملون مع عيالهم باعتبارهم مصدر رزق إضافيًا لبناء دور إضافى فى البيت المبنى على أرض زراعية، أو لشراء توك توك أو تروسيكل يرتع فى طول البلاد وعرضها، أو لتشغيل ميكروباص بالنفر، أو غيرها من مصادر الرزق، فهذا يسمى رأس مال مؤقتًا لا يساهم بقرش فى عملية الإنتاج، اللهم إلا عملية إنتاج المزيد من العيال. النظرُ إلى ملايين الأطفال والمراهقين والشباب العاملين فى مهن بلا مستقبل كفيلٌ بتعرية أبعاد المأساة. مصر بلدٌ يحاول أن ينهض منذ سنوات ضربه خلالها التجريف والتجهيل والإغراق فى مشكلات الحياة اليومية التى لا تخرج عن إطار الأكل والشرب والتزاوج. أما الحديث عن التنمية وبناء الوطن وإرساء دعائم البحث العلمى رفاه المواطن وغيرها فهى «طق حنك» من الألف إلى الياء. ولا ننسى بالطبع دور الخطاب الدينى - سواء الرسمى محدود الأثر أو غير الرسمى واسع الأثر- الذى يستحسن كثرة العيال، ويعتبرهم مصدر قوة الأمة دون الالتفات إلى نوعية هذه القوة ومدى جودتها. واليوم، وصلنا إلى المرحلة التى ترى فيها الطبقة المتوسطة أنها استيقظت ذات صباح لتجد أنها حلت محل الحكومة فى القيام بمهام ماما وبابا المتلخصة فى إطعام هذه الأفواه. الضرائب المقتصة من رواتبنا (والتى يفترض أنها تخصص للخدمات والبنى التحتية التى تفيدنا) تجد طريقها إلى من يعتبرون ضخ ملايين العيال حقًا أصيلًا لهم، وإطعامهم واجبًا لا ريب فيه علينا. وجهة نظر قاسية؟ ربما، لأن الأكثر قسوة هم من يتركون الأهل يعذبون صغارهم ويزدرونهم معتبرين إياهم مصدر دخل إضافيا. مرحبًا بالقانون المقنن إلى أن تأتى التوعية والتعليم والتثقيف بآثارها التى تجعل ضخ العيال مسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسؤولية الضخ مسؤولية الضخ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon