توقيت القاهرة المحلي 11:27:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمية الإعلام العنكبوتي

  مصر اليوم -

أمية الإعلام العنكبوتي

بقلم : أمينة خيري

لا يقلقنى كثيرًا أن يخرج الفنان المقاول المعارض علينا بسلسلة من المقاطع المصورة تحمل ما تحمل من اتهامات وقصص وحكايات. ولا يخيفنى أن يكون الشاب النابه الناشط السياسى المتميز فى مجاله العنكبوتى قد اعتنق البوذية ووصل مرحلة النرفانا، أو اختار أن يكون نشاطًا ومعارضًا عبر البحار بفيديوهات مثيرة أو كلمات ورسائل فريدة. كذلك لم يزعجنى فستان رانيا يوسف الشهير وأسطورة البطانة وجدلية وجودها من عدمه. حتى تغريدات علاء، نجل الرئيس الأسبق مبارك، لا تدهشنى أو تعكنن على حياتى. وأيضًا ملحمة السيدة ريهام سعيد ومسيرتها الإعلامية والفنية وكل محطة أثارت فيها البلبلة أو أفضت حلقاتها إلى أزعرينة لم أخش على مصير الإعلام أو أقلق على كينونة الصحافة.

وفى ذروة نشاط الكتائب الإلكترونية وفى قمة أيام الميليشيات العنكبوتية بكل فصائلها وانتماءاتها وتوجهاتها، ورغم تراوح أهدافها وتناقضها، لم أشعر برغبة انتقامية من هؤلاء أو تنتابنى مخاوف وطنية من أجل أولئك.

طبيعة العصر الذى نعيشه تؤكد أن جانبًا كبيرًا مما نشهده ونعايشه من فرقعات وأزمات ومآزق ونكبات هى منتجات مشتقة by products من عصر الإنترنت وتقنية المعلومات وإتاحة الشبكة العنكبوتية بأدواتها ومنصاتها وقدراتها للجميع تحت مظلة أو شعار «دمقرطة المعلومات» وإتاحة المعرفة للجميع وإعطاء صوت لكل من لا صوت له. هذه المنتجات المشتقة لن تتوقف عند بابنا لتطرقه وتنتظر إذن الدخول، أو ترسل قبل مجيئها رسالة مسجلة بعلم الوصول تعلمنا فيه بقرب قدومها لنستعد لها. كما أنها لن تسألنا عما إذا كنا مرحبين بها، أو مستاءين منها، أو متريبين فيها.

بكل بساطة، هذه المنتجات المشتقة من عصر المعلوماتية وتقنية المعلومات ودمقرطتها تتسرب وتتوغل وتنتشر دون أن انتظار أو دق أبواب أو حتى هندمة وتقليم أظافر. وعلى سيرة تقليم الأظافر، فإن ما نعيشه ويغرق فيه البعض من فيديوهات وتدوينات وتغريدات ومواقع وصور وغيرها غير قابل للتقليم الأحادى، بمعنى أن قرار دولة ما أو حتى مجموعة دول بالسيطرة أو الهمينة أو «تنظيم» هذه المنتجات مسألة مشكوك جدًا فى قدراتها واستمراريتها واستدامتها.

وباستثناء تجارب مثل الصين وروسيا، حيث محاولات حثيثة لخلق فضاء عنكبوتى خاص بهما يسهل التحكم فيه والسيطرة عليه ومراقبة حركته، فإن إجراءات الحجب والمنع عادة لا تؤتى ثمارًا. فخرق الحجب سهل، بل أذهب للقول بأن كل محجوب مرغوب. فالحجب يخلق هالة من الإثارة تعطى المحجوب رونقًا ربما يفوق مستوى ما يحويه من معلومات أو صور.

ويخيل للبعض أننا فى مصر مستهدفون عنكبوتيًا دون غيرنا والمؤامرات على مواقع التواصل الاجتماعى تحاك ضدنا وحدنا. صحيح أن الجرعة زائدة حبتين، وبالطبع هناك جهات وأفراد توجه جهودها صوبنا، إلا أن قليلاً من الوعى مع بعض الثقافة بالإضافة لمحو الأمية الإعلامية كفيلة بتحقيق قدر من التوازن المنشود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية الإعلام العنكبوتي أمية الإعلام العنكبوتي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon