توقيت القاهرة المحلي 06:46:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرحلة الثانية لا اليوم التالي

  مصر اليوم -

المرحلة الثانية لا اليوم التالي

بقلم:أمينة خيري

استكمالًا لحديث أمس، فإن المرحلة الثانية أو التالية فى الحرب الدائرة فى الإقليم ليست إذًا اليوم التالى كما كنا نعتقد.. هى مرحلة جديدة قديمة، تُستكمل فيها مكونات طبخة المنطقة تشابكها وتعقدها. إنها الجزء الذى سيكشف عن ملامحه الحقيقية بمرور الأيام؛ حيث التفاعل الاستراتيجى بين الدين والأيديولوجيا والسياسة، وضلوعها فى رسم وتحديد معالم خريطة الشرق الأوسط الجديد.

الغالبية- من المتابعين والمتلقين بمن فيهم ضحايا الحرب الضروس الدائرة- غارقون تمامًا فى متابعة عدادات القتلى والمصابين، وتحركات اللجوء والنزوح، والرشقات الصاروخية هنا وراجمات الصواريخ هناك، وسياسات دول العالم بين مبدٍ للقلق ومعبر عن الصدمة ومحاول للإمساك بعصا شجب حماس وانتقاد إسرائيل، وهذا أمر طبيعى.

ولولا فداحة عدادات القتل والإصابة والتدمير والتهجير، لقلنا إنها خطة مقصودة ونية مبيتة لصرف الأنظار بعيدًا عن إعادة رسم خريطة المنطقة. إنها الخريطة الجارى رسمها بكل هدوء.

«ما يجرى فى لبنان هو آلام الولادة القاسية لشرق أوسط جديد». ما أشبه حرب اليوم بحرب الأمس، وأول من أمس، وأول أول من أمس، وغدًا وبعد الغد. «آلام الولادة القاسية» التى أشارت إليها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس فى يوليو عام ٢٠٠٦، هى نفسها «آلام الولادة القاسية» التى يشهدها لبنان، وبالطبع غزة ومعها الضفة الغربية حاليًا. الولادة لم ينجم عنها بالضرورة مولود جديد جميل، لكنه فى حالة الشرق الأوسط، وتشابك ثالوث الدين والسياسة والأيديولوجيا، مولود بملامح معروفة مسبقًا. مولود لا يمت بصلة لكتابات وتنظيرات ودراسات «الشرق الأوسط الجديد» القائم على قيم اجتماعية متطورة، وأهداف اقتصادية بازغة، وآفاق تعليم وتنوير واسعة، ومهارات تعليمية وعملية وتقنية تساعده على اللحاق بركب التقدم والإنسانية الذى يليق بالبشر فى الألفية الثالثة، لا بالقرون الوسطى أو حروب المائة أو الألف عام المدمرة.

إلا إذا حدث تطور مفاجئ على الساحة، تسير المنطقة بكل ثقة نحو المرحلة الثانية من الصراع، الصراع الطائفى الإسلامى، أو ما تطلق عليه مراكز بحثية على مدار سنوات طويلة «الشرخ السنى الشيعى»، والذى هو بالمناسبة ليس إلا وسيلة لتحقيق المصالح السياسية وبسط النفوذ الجغرافى. وإحدى أهم وأقوى أدواته هى القاعدة الشعبية.

القاعدة الشعبية التى كان يتم استخدامها لتخويف السنة من الخطر الشيعى، وترويع الشيعة من الخطر السنى، هى نفسها التى يجرى استخدامها اليوم فى «الحرب بين اليهود والمسلمين» أو بين «اليهودية والإسلام».

القضية الفلسطينية لم تعد قضية، ولم تعد فلسطينية، بل لم تعد مسألة احتلال فى الرواية الشعبية. أصبحت مسلمين يتجرعون عدوانًا غاشمًا من اليهود. لذلك، تجد من كانوا حتى الأمس القريب فى القاعدة الشعبية ذاتها يعاودون نشر التدوينات والتغريدات المحذرة من المد الشيعى أو من الهيمنة السنية، هم أنفسهم الذين يصفقون ويهللون للدور الإيرانى، وهم أنفسهم الذين سينقلبون عليه فى المرحلة الثانية من الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرحلة الثانية لا اليوم التالي المرحلة الثانية لا اليوم التالي



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon