توقيت القاهرة المحلي 06:37:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمة فى أزمة

  مصر اليوم -

أمة فى أزمة

بقلم : أمينة خيري

فرق شاسع بين الخصوصية والانعزال. واختلاف كبير بين الاندماج والانصهار. ولدىّ يقين بأن «الأمة» الإسلامية فى أزمة كبرى وكارثة عظمى، لا لفقر دولها، ولا لمرض أبنائها، باستثناء ظروف الاقتتالات الأهلية والصراعات الطائفية والحروب الأممية الدائرة على جانب من أراضيها، وهى الظروف التى تدفع إلى النزوح واللجوء والهجرة وما يتبع ذلك من ظروف حياتية بالغة القسوة تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية. كما أن أزمتها وكارثتها لا تنبعان من نضوب الإمكانات الفكرية والقدرات الإبداعية، فبين أبنائها من هم قادرون على الإبداع والابتكار والإنتاج، حال تمت إزالة العوائق والموانع المنيعة المشيدة منذ الصغر. هذه العراقيل والسدود تضع حدًا أقصى للفكر والنقد لا يمكن تجاوزه فى أغلب الأحوال.

عمومًا، تبقى كارثة «الأمة» المأزومة مشكلة داخلية على «الأمة» التعامل معها. لكن ماذا عما تصدره «الأمة» لغيرها من الأمم من أبنائها لأسباب شتى تتراوح بين البحث عن مستوى اقتصادى أوفر، أو إمكانية تعليم أحسن، أو فرصة عمل أفضل، أو ظروف حياتية أرقى. ولم أسمع من قبل عن مهاجر اقتصادى أو لاجئ أو نازح توجه إلى وطن غير وطنه ليرتقى بأحوال دولة المهجر أو يلقن أبناءها عقيدة أو ثقافة أو أسلوب حياة أفضل.

ربما يحدث ذلك إن كان المهاجر نموذجًا يحتذى من علم وثقافة وأخلاق تدفع من حوله إلى البحث فى العوامل الثقافية التى جعلت منه نموذجًا فذًا ألمعيًا استثنائيًا فريدًا مميزًا منقطع النظير لينهل من علمه أو عمله أو تركيبته العقائدية أو الفكرية. واقع الحال يشير إلى أن جانبًا غير قليل من صادرات «الأمة» إلى دول المهجر واللجوء والنزوح على الجانب الآخر من الكوكب تميل إلى التمتع بكل ما تملكه وتقدمه دولة المهجر من مميزات وخدمات وحقوق مع تشييد حوائط أسمنتية حول عاداته وتقاليده وثقافته، سواء الاجتماعية أو الدينية. وواقع الحال يشير كذلك إلى أن قطاعًا غير قليل من صادراتنا من جيل أول وثان وثالث تتم تغذيته بشكل أو بآخر بأنه- سواء بسبب معتقده أو أصوله العرقية- الأعظم والأفضل وصاحب المعتقد الوحيد الحق وكل ما ومن عداه هو شر مطلق وضلال كامل.

ومع تنامى هذا الشعور بدأت عمليات حقن بعض صادراتنا البشرية فى الغرب بأفكار مفادها ضرورة الانتقال إلى الخطوة التالية ألا وهى فرض سطوتهم الثقافية والفكرية على دولة المهجر أو اللجوء تقربًا لله. وليتهم حاولوا فعل ذلك بالحوار أو التقارب أو النقاش، لكن البعض من الأجيال الجديدة تربى على خطاب دينى زين العنف وزرع الكراهية، فخرج ضعيفًا هشًا لا يعرف من سبل رد الإساءة إلا الذبح والطعن. وتكتمل عناصر الأزمة برد الداخل، حيث بيانات ظاهرها استنكار وقلبها تضامن مع الفعل، حيث «ما هو إنتوا اللى دفعتونا لكده». على «الأمة» أن تحل أزمتها قبل أن تهرع لحل أزمات غيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة فى أزمة أمة فى أزمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon