توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دموع على الهواء مباشرة

  مصر اليوم -

دموع على الهواء مباشرة

بقلم : أمينة خيري

هل يحق للمذيع أو المذيعة أن يبكى فرحاً أو بؤساً أو قلقاً على الهواء مباشرة؟ وهل يمكن اعتبار هذا البكاء ابتعاداً عن الحياد، أو توجيهاً للرأى العام، أو تأثيراً على المشاهد؟ بكاء الممثلين والممثلات فى الأعمال الدرامية أمر مقبول ومعروف للجميع أنه جزء من الحبكة الدرامية. أما المذيع فإن دموعه أو دموعها تخضع للقيل والقال والتحليل وربما التعليل. السنوات التى أعقبت بداية عصر السموات المفتوحة وتناثر وتكاثر القنوات الفضائية فتحت الأبواب أمام المذيعين والمذيعات ليتفاعلوا وينفعلوا أمام الكاميرات دون التقيد كثيراً بقيود الشاشة الفضية الكلاسيكية. هذه القيود القديمة كانت تعتبر المذيع ممنوعاً من التعبير عن مشاعره طالما هو على الهواء مباشرة. لكن عصر السموات المفتوحة تزامن وبدء تفتيت وإعادة تشكيل الشرق الأوسط حيث غزوات وحروب وصراعات واقتتالات و«ثورات» مازالت تدور رحاها، وهى الأحداث والحوادث التى فتحت أبواب التعبير عن المشاعر على الهواء مباشرة. فى عام 2006 وتحديداً حرب «تموز» التى شنتها إسرائيل على لبنان فتحت أبواب بكاء مذيعين ومراسلين على الهواء مباشرة، وهو البكاء الذى ساهم فى توضيح فداحة ما جرى فى لبنان فى ذلك الصيف. لكن يبدو أن دموع المذيعين والمذيعات بدأت تتسلل هنا وهناك باعتبارها وسيلة مضمونة لتحقيق الترند وطريقة مضمونة لرفع نسب المشاهدة. صحيح أن جانباً من هذه الدموع نابع من فداحة أو روعة الموقف، لكنها تبقى دموعاً فى خانة الاتهام تارة وفى مربع الإشادة تارة. وقبل ساعات وعقب الإعلان الرسمى عن فوز بايدن، فتحت دموع فان جونز المعلق السياسى فى قناة «سى إن إن» أبواب الترند والتعليق والتقرير والتغطية الإعلامية المكثفة على مصاريعها. دموع الفرحة التى «انهمرت» من عينى جونز تم استخدامها بشتى الطرق للدلالة على «الفرحة العارمة» لهزيمة ترامب. لم يكن جونز، الذى كان ضمن الطاقم العامل مع الرئيس السابق أوباما، وحده من بكى فرحاً على الهواء، بل بكى غيره من المذيعين والضيوف الديمقراطيين فى قنوات عديدة. المذيع إنسان شأنه شأن غيره من البشر. ولدينا كوكبة من المذيعات ممن ينصفن تحت بند «دمعتها قريبة»، وهو ما يدغدغ مشاعر الكثيرين. وبالبحث فى سوابق بكاء المذيعين على الهواء مباشرة، وجدت أن لكل بكاء غاية مساوية له فى المقدار وعكسه فى الاتجاه، حيث تنطلق الغاية من عينى المذيع الباكيتين إلى قلب المشاهد وعقله. المثير أيضاً أن البحث عن «بكاء المذيع» على «جوجل» يسفر عن آلاف البكائيات من قبل مذيعى قناة الجزيرة على آلاف الأحداث والحوادث، وهو ما يستحق التفكر والتدبر، وربما بعضاً من التعقل. على أى حال، يظل المذيع بشراً يتأثر فرحا وحزناً، يفقد السيطرة على مشاعره أحياناً ولكنه يظل- أو يفترض- أن يكون أعلى قدرة على السيطرة على مشاعره، لا سيما على الهواء مباشرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دموع على الهواء مباشرة دموع على الهواء مباشرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon