توقيت القاهرة المحلي 15:06:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصوم عن إفتاءات السد

  مصر اليوم -

الصوم عن إفتاءات السد

بقلم : أمينة خيري

تمر فى حياة الشعوب لحظات تستوجب ممارسة قدر من المسؤولية عكس اتجاه شهوات النفس البشرية. ومن شهوات النفس شهوة الإفتاء والتنظير وإيجاد حلول فيما نعلم ولا نعلم، وذلك على منصات التواصل الاجتماعى بأنواعها. سنوات ما بعد أحداث يناير 2011 شهدت تحولاً جذرياً لاستخدامات هذه المنصات التى أصبحت بحق أداة لتمكين الجميع، سواء للاطلاع أو التعبير عن الغضب أو التأييد أو طرح الأفكار، وهذا عظيم. وشخصياً كنت أوائل المحتفين بمنصات الدمقرطة الشعبية منذ بزوغ عصر الـBlogs أو المدونات فى أوائل الألفينات. لكن جميعنا أيضاً يعلم أن الأسلحة ذات الحدين لا تلحق الضرر بالأعداء فقط، لكنها قادرة على إلحاق الضرر بالمستخدم أيضاً. ومنصات التواصل الاجتماعى ليست استثناءً. مكنتنا من التعبير، لكنها أيضاً مكنت آخرين من رقابنا. والحل لا يكمن فى الحجب والمنع لأنهما سلاحان عفا عليهما الزمان. ونعود إلى اللحظات الحرجة المشار إليها، حيث مسألة سد النهضة ومجرياتها الحالية.

مفهوم بالطبع أن المياه مسألة حياة أو موت. ومفهوم أيضاً أن مصر والنيل وجهان لحياة واحدة. ومفهوم كذلك أن الغالبية المطلقة من المصريين على قلب مواطن (ة) واحد فيما يتعلق بشريان الحياة، اللهم إلا أولئك الذين بلغوا درجة من كراهية أنفسهم فكرهوا بلدهم وشعبه وتمنوا له الخراب وله الفناء كنوع من الانتقام، إما لضياع حلم الحكم فى 2013، أو لتبدد رغبات سياسية وأيديولوجية فى 2011. أفهم وأحترم أن يكون هناك غاضبون أو منتقدون أو معارضون، لكن «ساعة الجد» يبقى النيل نيلاً والماء شريان الحياة. وما يدور على منصات التواصل الاجتماعى من هبد ورزع فى شأن السد ومفاوضاته وعراقيلها والتفافاتها والألعيب ما خفى منها وما بطن أمر طبيعى. فإذا كنا ننخرط فى موجات من السجال والخناق والاتفاق والاختلاف بسبب فستان فنانة أو هدف فى مباراة أو شعر مومياء، فإنه من الطبيعى أن نجد أنفسنا فى موجة عارمة بسبب السد. ولكن نعود إلى واجبنا تجاه أنفسنا قبل أن يكون تجاه آخرين، ألا يمكن للهبد أن يؤدى إلى نتائج غير محمودة؟ وهل يُحتَمل أن يسفر الرزع عن آثار نحن فى غنى عنها، لا سيما أننا فى هذا الصدد نتحدث عن هبد ورزع وليس عن تحليل خبراء وشرح متخصصين. بالطبع هذا الاهتمام العنكبوتى العارم بالمسألة أمر إيجابى، ناهيك عن كون الاهتمام مشروعاً ومفهوماً. ولكن حين يمرض قلب أحدنا، هل يتوجه إلى طبيب تجميل طلباً للعلاج؟ بالطبع لا. هل هذا يعنى أن طبيب التجميل جاهل أو تافه أو خائن؟ بالطبع لا. لكنه يعنى أن العلة تتطلب تخصصاً مختلفاً. ولو أدلى طبيب التجميل بدلوه، فقد يجتهد ويسفر اجتهاده عن كارثة. لذلك، فإن ما نحتاجه حالياً هو إعلام قادر على الإخبار وليس التهييج أو الهرى، ومواطن قادر على ضبط النفس والصيام عن الإفتاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوم عن إفتاءات السد الصوم عن إفتاءات السد



GMT 20:59 2023 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليتك بقيت صامتا لكن أفضل !!

GMT 04:28 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الخطر والألق

GMT 04:25 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

GMT 04:23 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خنادق الخوف العالية

GMT 04:17 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon