توقيت القاهرة المحلي 19:21:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصوم عن إفتاءات السد

  مصر اليوم -

الصوم عن إفتاءات السد

بقلم : أمينة خيري

تمر فى حياة الشعوب لحظات تستوجب ممارسة قدر من المسؤولية عكس اتجاه شهوات النفس البشرية. ومن شهوات النفس شهوة الإفتاء والتنظير وإيجاد حلول فيما نعلم ولا نعلم، وذلك على منصات التواصل الاجتماعى بأنواعها. سنوات ما بعد أحداث يناير 2011 شهدت تحولاً جذرياً لاستخدامات هذه المنصات التى أصبحت بحق أداة لتمكين الجميع، سواء للاطلاع أو التعبير عن الغضب أو التأييد أو طرح الأفكار، وهذا عظيم. وشخصياً كنت أوائل المحتفين بمنصات الدمقرطة الشعبية منذ بزوغ عصر الـBlogs أو المدونات فى أوائل الألفينات. لكن جميعنا أيضاً يعلم أن الأسلحة ذات الحدين لا تلحق الضرر بالأعداء فقط، لكنها قادرة على إلحاق الضرر بالمستخدم أيضاً. ومنصات التواصل الاجتماعى ليست استثناءً. مكنتنا من التعبير، لكنها أيضاً مكنت آخرين من رقابنا. والحل لا يكمن فى الحجب والمنع لأنهما سلاحان عفا عليهما الزمان. ونعود إلى اللحظات الحرجة المشار إليها، حيث مسألة سد النهضة ومجرياتها الحالية.

مفهوم بالطبع أن المياه مسألة حياة أو موت. ومفهوم أيضاً أن مصر والنيل وجهان لحياة واحدة. ومفهوم كذلك أن الغالبية المطلقة من المصريين على قلب مواطن (ة) واحد فيما يتعلق بشريان الحياة، اللهم إلا أولئك الذين بلغوا درجة من كراهية أنفسهم فكرهوا بلدهم وشعبه وتمنوا له الخراب وله الفناء كنوع من الانتقام، إما لضياع حلم الحكم فى 2013، أو لتبدد رغبات سياسية وأيديولوجية فى 2011. أفهم وأحترم أن يكون هناك غاضبون أو منتقدون أو معارضون، لكن «ساعة الجد» يبقى النيل نيلاً والماء شريان الحياة. وما يدور على منصات التواصل الاجتماعى من هبد ورزع فى شأن السد ومفاوضاته وعراقيلها والتفافاتها والألعيب ما خفى منها وما بطن أمر طبيعى. فإذا كنا ننخرط فى موجات من السجال والخناق والاتفاق والاختلاف بسبب فستان فنانة أو هدف فى مباراة أو شعر مومياء، فإنه من الطبيعى أن نجد أنفسنا فى موجة عارمة بسبب السد. ولكن نعود إلى واجبنا تجاه أنفسنا قبل أن يكون تجاه آخرين، ألا يمكن للهبد أن يؤدى إلى نتائج غير محمودة؟ وهل يُحتَمل أن يسفر الرزع عن آثار نحن فى غنى عنها، لا سيما أننا فى هذا الصدد نتحدث عن هبد ورزع وليس عن تحليل خبراء وشرح متخصصين. بالطبع هذا الاهتمام العنكبوتى العارم بالمسألة أمر إيجابى، ناهيك عن كون الاهتمام مشروعاً ومفهوماً. ولكن حين يمرض قلب أحدنا، هل يتوجه إلى طبيب تجميل طلباً للعلاج؟ بالطبع لا. هل هذا يعنى أن طبيب التجميل جاهل أو تافه أو خائن؟ بالطبع لا. لكنه يعنى أن العلة تتطلب تخصصاً مختلفاً. ولو أدلى طبيب التجميل بدلوه، فقد يجتهد ويسفر اجتهاده عن كارثة. لذلك، فإن ما نحتاجه حالياً هو إعلام قادر على الإخبار وليس التهييج أو الهرى، ومواطن قادر على ضبط النفس والصيام عن الإفتاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوم عن إفتاءات السد الصوم عن إفتاءات السد



GMT 20:59 2023 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليتك بقيت صامتا لكن أفضل !!

GMT 04:28 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الخطر والألق

GMT 04:25 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

GMT 04:23 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خنادق الخوف العالية

GMT 04:17 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon