توقيت القاهرة المحلي 16:10:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درج مدام عفاف

  مصر اليوم -

درج مدام عفاف

بقلم : أمينة خيري

التعامل مع جنوح «إيفر جيفن» ليس تحررا من الجنوح فقط، لكنه يتطلب تحررا من الجمود. وتجاهلنا لتلك الحقيقة يعنى المزيد من الإغراق فى غيبوبة لا نفع منها. ما منذ الجنوح وحتى التعويم من دلالات جمود الفكر الإعلامى رغم كاشف ودامغ. مبدئيا ذيوع الخبر وانتقاله بشكل يوحى بأهمية كبرى تم عن طريق منصات التواصل الاجتماعى ووسائل إعلام أجنبية، وليس عبر وسائل إعلام مصرية تقليدية (أى الإذاعة والتليفزيون والمواقع والصحف). صحيح أن إعلامنا تناقل الخبر، لكن الغالبية تعاملت معه باعتباره خبرا عاديا، وكأنه تعطل قطار أو إغلاق طريق. فداحة الجنوح وكارثية الآثار التجارية والاقتصادية وانعكاسات ذلك على وصول بضائع حيوية وحيوانات حية فى مشارق الأرض ومغاربها والخسائر المليارية اليومية التى تكبدتها شركات كبرى وتأثر البورصات وأسعار النفط أمور تستحق تسليطا على ما جرى بشكل يختلف عن تأخر القطار المتجه إلى أسوان مثلاً. منظمات حقوق الحيوان انتهزتها فرصة لتسلط الضوء على نحو 200 ألف رأس ماشية حية على متن السفن العالقة، مع العلم أن مصر قامت بإطعام وإرسال أطباء بيطريين للسفن الحاملة للماشية للتأكد من سلامتها. عشرات التحقيقات الصحفية غير المصرية تم نشرها وبثها عن أبرز البضائع العالقة. متاجر «أيكيا» على سبيل المثال لا الحصر نوهت إلى تأخر وصول بضائعها لأماكن شتى فى العالم بسبب الجنوح، ومعها «ديكسونز» وكميات ضخمة من الكمامات والقفازات التى كانت فى طريقها لـ«خدمة الرعاية الصحية الوطنية» فى بريطانيا وغيرها كثير. هذا الاهتمام العالمى والهلع الأممى وما قابله من فتور محلى فى معالجة الجنوح لا سيما فى أيامه الأولى دفع كثيرين إلى أحضان منصات التواصل الاجتماعى التى نشكو من قلة (أو انعدام) مصداقيتها وتطويعها من قبل كثيرين لأغراض سياسية معروفة.

وكان علينا أن نأخذ زمام المبادرة فى اللحظة التى حدث فيها الجنوح. ومرة أخرى، هذا الجنوح كان هدية السماء لنا، وليس العكس كما تصور البعض. مؤتمرات صحفية على مدار الساعة، تحديثات خبرية فيها مادة وليس هلاما، إنفوجرافيكس محترمة، توثيق على مدار الثانية لكل كبيرة وصغيرة فى محيط «إيفر جيفن»، متابعة اجتماعية لكواليس الجنوح: كيف تمضى طواقم السفن العالقة الوقت؟ أين يأكلون وينامون؟ هل انتعشت حركة البيع والشراء فى المناطق القريبة؟ عدد العمال المصريين الضالعين فى أعمال التعويم؟ الطبيبة المصرية الصميمة المقيمة فى أمريكا اقترحت فيلم كرتون عن الجانحة حيث السفن تتحرك وتتكلم والـ«كرين الصغنن الكيوت» يتحدث بصوت طفل، مع ابتكار ألعاب أطفال بشخصيات السفن والكراكات لها أسماء وصفات، وأضيف من عندى بشرط ألا تتسم بالغباء أو السطحية. وبالمناسبة «جوجل» احتفت أمس بتحرير الناقلة المتزامن عبر استبدال بيضة عيد الفصح الشهيرة لدى البحث عن «قناة السويس» بصورة كرتونية متحركة أعلى البحث. لدينا كنز ثمين ونهم بوضعه فى درج مكتب مدام عفاف فى الدور الرابع تحت ساندويتش الفول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درج مدام عفاف درج مدام عفاف



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon