توقيت القاهرة المحلي 03:02:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طرق مصر

  مصر اليوم -

طرق مصر

بقلم : أمينة خيري

كلما تم افتتاح طريق، أجدنى أتفاءل وأستبشر خيرًا، لكن مع التفاؤل والاستبشار يأتى الأمل والعشم فى أن تكتمل المنظومة بعناصرها البشرية. لقد شهدت مصر فى حركة بناء الطرق وحجم العمل وانتشاره بطول مصر وعرضها وسرعة إنجازها ما لم تشهده من قبل فى عصرها الحديث، وربما القديم كذلك. وشبكات الطرق تعتبر ضمن بديهيات جذب الاستثمار وإقامة المشروعات وتشغيل الأيدى العاملة وتشجيع السياحة، وأيضًا ضمان السلامة. والسلامة على الطرق، الجديد منها والقديم، تتطلب التزامًا بالقواعد واتباعًا للإرشادات. وهذا الالتزام وهذا الاتباع لا يمكن تركهما كلية فى يد المواطن وعقله وقلبه. ويخبرنا المسؤولون عن المرور فى بلدنا الحبيب بأن السبب الرئيسى للفوضى العارمة وأعداد القتلى الكبيرة جدًا والإصابات المريعة والخسائر الرهيبة الناجمة عن حوادث السير الكثيرة جدًا جدًا هو سلوك المواطنين. والحقيقة أن رجال المرور ومسؤوليه محقّون جدًّا فى ذلك. ولكن فى المقابل، فإن سلوك المواطنين وصل لهذه الدرجة من الانفلات والانهيار وعدم الاكتفاء بكسر قوانين السير والقيادة والالتزام فقط، بل بتنا نكسر قوانين الطبيعة أيضًا لدرجة تستدعى إخضاع الكثيرين منا للكشف الطبى والعلاج فى حال ثبوت وجود ميول انتحارية. ولأن الغالبية المطلقة من حوادث السير القاتلة والمتكررة فى شوارعنا على مدار الساعة، بما فى ذلك المدن الصغيرة المغلقة مثل «مدينتى» مثلًا، ناجمة عن سلوك بشرى، كما يؤكد لنا مسؤولو المرور مرارًا وتكرارًا، وكما تثبته العين المجردة، فإن المطلوب إذًا هو السيطرة على هذا الجموح القاتل وذلك الجنوح المرعب. ولأن المخالف يسير فى الاتجاه العكسى وهو يتلفت حوله فى المرة الأولى خوفًا ورعبًا من مخالفة هنا أو توقيف هناك، لكن لا هذا يحدث ولا ذاك، ثم يرتكب مخالفته الجسيمة ثانية وهو قلق بعض الشىء فتمر بسلام، ثم يعاود فعلته عشرات المرات، إلى أن يتحول سيره العكسى هذا عُرفًا وحقًا مكتسبًا. ويصل الأمر الآن إلى درجة أن السائر فى الاتجاه العكسى لو صادف مواطنًا ساذجًا مثلى يلومه على السير العكسى وتعريض حياة الآخرين للخطر، فإنه يسبه ويشتمه، أو يرد عليه بحدة «وأنت مالك؟!»، أو يضحك ملء شدقيه ويمضى إلى حال سبيله.

السبيل الوحيد للحفاظ على هذه الطرق وتحقيق الفائدة المرجوة منها هو تكاملها عبر إعادة هيكلة العنصر البشرى. لم نعد نحتاج مجرد «صنفرة» لإزالة ما لحق بنا من أتربة وصدأ ورواسب تراكمت على مكامن «الكومون سنس» (الحس المنطقى البديهى) خلال السنوات الماضية.. بتنا نحتاج تدخلًا حاسمًا وآنيًا وسريعًا وعادلًا لإجبار الجميع على الالتزام بالقانون، وذلك عبر تطبيق القانون. وكل يوم يمر ونحن فى هذه الفوضى السلوكية العارمة، تتضاعف صعوبة الضبط والربط، ويتحول كسر القانون إلى عُرف مقبول ومعمول به. نحن لا نهاب القانون فى كل صوره لأن القانون لا يطبق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرق مصر طرق مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon